مقالات

ملحمة تاريخية لذاكرة وطن يتفرد بها الرئيس علي ناصر محمد 

ملحمة تاريخية لذاكرة وطن يتفرد بها الرئيس علي ناصر محمد  …. بقلم/ الباركي الكلدي

لم يبخل عليّ عندما تواصلت معه لتوثيق شهادته عن تجربة الدولة السابقة بسلبياتها وإيجابياتها

وعن تجربة حكمه في الجنوب والذي يرى الكثير بأنها فترة اعتدال وانفتاح في مسيرة الدولة الجنوبية

حيث افادني بالكثير  من المعلومات القيمة عن تاريخ الجنوب قبل الإستقلال الأول وصولا إلى ثورة الرابع عشر من أكتوبر والذي كان الرئيس علي ناصر محمد أحد قادتها وابطالها ، كما أعطانا صورة صادقة عن الأحداث والصراعات بين رفقا النضال وعن الناحية الإدارية لشؤون الدولة الجنوبية

وسيكون لي الشرف أن احظي بها في كتابي القادم ( هوية وطن  ) حيث حاول الرئيس علي ناصر محمد نقل خبراته وتجاربه إلى الآخرين للإستفادة منها وأخذ العبر مما مضى معترفا بالأخطاء في تلك المراحل التي كانت محاطة بالمخاطر  والمؤامرات  الجسام وأوضح كل ذلك في كتاب ذاكرة وطن والذي يعد من أهم الكتب في تاريخ الجنوب يتحفنا بنشر أجزائه الرئيس علي ناصر بين الحين والآخر كما يعد الرئيس علي ناصر  محمد شاهدا على تاريخ ومرحلة ثرية وهامة ومفصلية من تاريخ الجنوب وهويته الوطنية والقومية التي حاول النظام اليمني إلغائها  وطمسها ونهب أثارها ومعالمها  التاريخية ، لكن ذاكرة الرئيس علي ناصر محمد حاضرة تروي لنا التاريخ مهما كان قاسيا ومؤلم فلا بد للتاريخ أن يُكتب ولا بد  للحقائق أن تُقال لتسجل تاريخا للأجيال القادمة

فذاكرة الرئيس علي ناصر محمد عامرة تفيض بسرد الأحداث التي واكبها والمآسي الفريدة التي عصفت به وشعبه وكان جزء منها  يرويها للتاريخ دون تهرب أو خوف ويعيدنا إلى تلك الأيام أيام الاستيقاظ وشذا النضال والكفاح والبطولة والشجاعة والتحدي

فلا نبالغ أن قلنا أن انبعاث الحاضر لا يأتي إلا بتذكر   الماضي واستلهام التاريخ  للمضي قدما للأمام ، وهذا مايتجلى بووضح حين تكون ركيزة الحاضر تتغذى بذكريات الإستقلال والتطور المفقود والتوقان إلى العلا والذي لن يكون إلا بتذكر الماضي التليد والتحسر على ما كان مما يزيد الحماس لنبني مافات من جديد

أحداث كثيرة وسلسلة طويلة من العوامل والمقدمات والمؤامرات التي مهدت لسبيل صعب كان الجنوب العربي خلالها أسبق الاقطار العربية إلى النهضة والتطور والعمران وهو ما كان واضحا وجليا للعيان

رغم قصر المدة التي حقق فيها قيادات الجنوب الشيء المستحيل ونقل البلد إلى التطور  والاستقرار وجعلها الأفضل في المنطقة علميا وعمليا واقتصاديا وسياسيا ، إلا أن الاختلاف في الرؤى والسياسات بين عناصر الحزب وعدم وجود تقاليد ديمقراطية حقيقية إضافة إلى التدخلات الخارجية و هي رأس المصائب التي اجبرت قيادات الجنوب بالحيد عن طريقها وعن آمالها وطموحها وجعلها فريسة سهلة للوقوع في براثن الصراعات وفتح الطريق أمام أعداء النهضة والتطور الذين اصابوا الوطن بالشلل وغزوه بشعارات بالية وتغذيته بصراع الرأي والرأي الآخر وهو ما أدى  إلى تلاشي تلك الدولة الوليدة  ودفنها في مهدها

كتب علي ناصر محمد عن ذاكرة  الوطن مشاركا وناصحا ومحذرا وواضعا النقاط على الحروف انصافا منه للواقع ومبسطا للملاحظات التي تتعلق بأسس تكوين الدولة وأن الوطن لا زال يحتاج الكثير من التنظيم والتنسيق و الوعي والتدابير الحازمة والجهود الكبيرة والأهم في ذلك تقديم التنازلات لأجل الوطن والشعب

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار