اخبار عربية ودولية

تقرير: كيف تسعى “حماس” للإستفادة من حرب غزة؟

 

 

 

يوم السبت الماضي، التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض، على هامش قمة مشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، واستهدف مناقشة الحرب الدائرة في غزة.

 

 

 

كان هذا اللقاء فريداً من نوعه، إذ حضره كل من الرئيس الإيراني والرئيس السوري بشار الأسد. فقبل عدة سنوات، لم يكن متصوراً أن يناقش الزعيمان الإيراني والسوري السياسة الإقليمية مع السعوديين في الرياض، وهذا يوضح كيف أن الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في أوائل تشرين الأول والرد الإسرائيلي عليه، يمكنهما أن يفضيا إلى تحولات في المنطقة تعود بالنفع على إيران، وبالتالي على حماس، بحسب ما قال سيث فرانتزمان، زميل مساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.

 

 

 

الإستراتيجية الإقليمية وتهديدات حماس

وفي تحليل بموقع مجلة الأميركية، قال وقال فرانتزمان: “تأمل حماس أن يكون هذا هو الحال، حيث التقى زعيمها إسماعيل هنية وزير الخارجية الإيراني مرتين، وسافر إلى إيران، ثم سافر إلى تركيا ومصر في الشهر الماضي.. وسيكون لزاماً على الحملة التي تشنها إسرائيل في غزة أن تأخذ في اعتبارها الإستراتيجية الإقليمية وتهديدات حماس الأوسع في الشرق الأوسط إذا كانت تخطط لهزيمة حماس على المدى الطويل”.

 

وأكد الكاتب أن الجيش الإسرائيلي يستطيع الانتصار على حماس على المستوى التكتيكي في غزة، حيث يمتلك قوة نيرانية هائلة مدعومة بأحدث التكنولوجيات، ومن ضمنها المسيّرات الجديدة وأنظمة الحماية الإيجابية للدبابات وناقلات الجنود المدرعة الجديدة وسفن كورفيت الجديدة قبالة الساحل.

 

إستراتيجية حماس في هذه الحرب

ما هي إستراتيجية حماس في هذه الحرب؟ يتساءل الكاتب ويقول: “واجهت حماس إسرائيل من قبل في غزة، في معارك برية في عامي 2009 و 2014، وفي اشتباكات أخرى عديدة.. وكانت حماس تعلم أن هجوماً واسع النطاق كهجوم 7 أكتوبر واحتجاز مئات الرهائن سيسفر عن انتقام إسرائيلي، وعمدت حماس إلى تصوير الفظائع التي ارتكبتها بالكاميرات، ونشرت بعضها على الإنترنت”.

 

 

وعندما شنت حماس هجومها، دعت الفلسطينيين إلى مهاجمة إسرائيل في الضفة الغربية وغيرها من مناطق إسرائيل، وبعد حوالى شهر ونصف من الحرب، نجد أن حماس لديها رسالة مختلفة، ففي بيان أصدرته نهاية الأسبوع الماضي، حشدت الجماعة الدعم الدولي قائلة: “ندعو الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التحرك الآن، وحشد الجماهير لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على المستشفيات في قطاع غزة، وفتح معبر رفح لإدخال المساعدات والمستلزمات الطبية الضرورية”.

 

في غضون ذلك، ردت إيران بأنه “لا سبيل أمامنا سوى مقاومة إسرائيل، ونقبّل أيدي حماس لمقاومتها ضد إسرائيل”. بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “يريدون منا تصنيف حماس كجماعة إرهابية.. كلا، ليسوا جماعة إرهابية.. فهم يقاتلون من أجل وطنهم ويناضلون من أجل الحصول على حقوقهم”.

 

ويبدو أن تقدير إيران يشير إلى إمكانية استفادتها من الحرب في غزة، كما يبدو أيضاً أنّ وكلاء إيران يعتقدون أنهم سيحصدون هم أيضاً الجوائز، بحسب الكاتب الذي أضاف: “إن الأمين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله قال خلال خطاباته الأخيرة إنه لو استمرت الحرب في غزة، فحزب الله يمكنه مهاجمة القوات الأميركية أيضاً”.

ويتزامن هذا التصريح مع أكثر من أربعين هجوماً شنتها جماعات مدعومة من إيران على القوات الأميركية في العراق وسوريا منذ 7 تشرين الأول الماضي.. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت مجموعة موالية لإيران في سوريا أو العراق مسيّرة استهدفت مدينة إيلات في جنوب إسرائيل.

 

واستبعد الكاتب أن تراهن حماس بمستقبلها على هجوم كبير واحد، حيث توحي تصرفات قيادتها وإيران منذ 7 تشرين الأول بهدف أكثر تعقيداً. كذلك، يشير فرانتزمان إلى أنّ حماس اكتشبت شعبية لأول مرة في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، حيث عارضت اتفاقيات أوسلو وسعت للاستفادة من الانتفاضة الفلسطينية التي انطلقت عام 1987.

 

وقدمت حماس بديلاً سياسياً إسلامياً لحركة فتح القومية العلمانية، كما “أصبحت الجماعة أكثر عنفاً مع مرور الوقت”، على حد مزاعم الكاتب.

 

صراع معقد وفوضوي

يقول فرانتزمان إنه “بعد أن تهزم إسرائيل حماس في غزة، ستبرز تساؤلات حول ما إذا كانت السلطة الفلسطينية قادرة على إدارة غزة أم لا، ويمكن أن ينتهي الأمر بأن تصبح غزة عبئاً لا يقوى أحد على احتماله، ويمكنه أن يسفر ضلوع إسرائيل والسلطة الفلسطينية بقوة في قطاع غزة عن صراع معقد وفوضوي”.

 

ويدور حديث حول ما سيأتي بعد ذلك في غزة، وتبعث إسرائيل والسلطة الفلسطينية برسائل متضاربة.. ويمكن لحماس الاستفادة من هذه الفوضى للعودة إلى الضفة الغربية، مثلما استفادت من اتفاقيات أوسلو للسلام لشن حملة من الهجمات في التسعينيات.. والاتجاه الحالي في الشرق الأوسط أن هناك دولاً مثل تركيا وروسيا والصين وإيران تبدو أكثر تعاطفاً مع حماس، وفق ما قال فرانتزمان.

 

 

هدف حماس النهائي

وفي حين أنه لا يبدو أن حماس تتمتع بموطئ قدم في الضفة الغربية حتى الآن، فإن الاتجاه العام يرى بالفعل أن حماس تستغل الحرب الدائرة في غزة للحصول على دعم أجنبي في الخارج، ويشمل هذا الاحتجاجات الكبيرة في الغرب واللقاءات غير العادية التي حضرها هنية في المنطقة.. وربما يكون الهدف النهائي لحماس هو جر إسرائيل إلى مستنقع في غزة راجيةً أن تخرج منه أقوى مما كانت عليه في 6 تشرين الأول. (24.ae)

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار