أخبار محلية

حسين أحمد الكلدي نموذجا لرجل التجارة والأعمال الناجح

حسين أحمد الكلدي نموذجا لرجل التجارة والأعمال الناجح

في كتابه من الماضي إلى الحاضر الذي يعد لإصداره في القريب العاجل … الباركي الكلدي ينشر بعض محتويات الكتاب الذي تحدث فيها عن قريته ومسقط رأسه وعن تاريخ وحضارة الأولين من الآباء والأجداد

وعن الجد الأول الذي سكن قريته البارك والبطون التي أتت من بعده وعادات هذه القبيلة وطرق معيشتها في الماضي
وعن ما تمزت به قبيلته من التضامن ووشائج العاطفية ووحدة الترابط وصلة القربى التي تشد بعضهم ،

وتحدث الباركي الكلدي في كتابه عن تضحيات ونضال رجال قبيلة العلائي في ثورة الرابع عشر من أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني في 1963 وثورة السادس عشر من سبتمبر في شمال اليمن والتي قامت ضد المملكة المتوكلية اليمنية عام 1962 وإلى يومنا هذا وأبطال قبيلة العلائي في رباط مع اخوانهم الجنوبيين للذود عن الأرض والعرض مواجهين العدوان والتحديات التي تمر بها البلاد ،
واستعرض في كتابه كوادر قبيلة العلائي ورجالها البارزين ،
سوى أولئك الذين خدمة الوطن والمنطقة من خلال وظائفهم ومواقعهم ومناصبهم في الدولة ، أو أولئك المغتربين الذين يمدون يد العون والمساعدة إلى المحتاجين والفقراء والأيتام والأرامل والضعفاء وإنشاء المشاريع التي تخدم الأهالي،
والرجال الصناديد في الجيش والأمن والتعليم والصحة ، ويتمنى عبدالباري الكلدي أن يلاقي التعاون من قبل رجال قبيلة العلائي في التواصل معه وتسجيل سير حياتهم والتجارب التي مروا بها ، نظرا لعدم وجود الفرص في اللقاء معهم لبعد المسافات الطويلة وظروف الحياة على أن يستمع إليهم وتدوين وتوثيق ما لديهم من معلومات عن حياتهم وحياة السابقين

في هذا المقال نسلط الضوء على أحد رجال قبيلة العلائي في البارك ، المدرس التربوي سابقاً ورجل الأعمال حالياً الشيخ حسين أحمد حسين

حسين أحمد حسين بن الوعرة العلائي هو واحد من أبرز رجالات قبيلة العلائي كتب اسمه بحروف من نور وسطر معنى الكفاح والجهاد في مسيرة الحياة ويعد حسين احمد نموذجا للمعلم الذي يملك المهارات والإبداع في التعليم , وكانت بداية مسيرته المهنية كمعلم في مدرسة رخمه وساعدته خبرته في التدريس وتمرسه في العمل الخاص منذ الطفوله على أن يغدو رجل أعمال ناجح وقد حقق نجاح كبير في مجال التسويق والاستثمار ، ومن المملكة العربية كانت انطلاقته الفعلية في عالم المال والإعمال ليطور نفسه شيا فشيئا ليصل إلى ذلك الرجل الذي يحب العمل والتوجيه لمن لهم أهداف وطموحات ويسعوا لتحقيق أحلامهم ,
لم يصل حسين أحمد إلى هذا النجاح في الإعمال التي ذكرت سابقا إلا بعد رحلة طويلة شاقة ومتعبة ومليئة بالأشواك والكفاح والصبر لكنه أبى إلا أن يخط دربه ليكون نموذج لكل من لديه حلم يسعى للوصول إليه وليعطي درسا مفاداة أن العلم سلاح الانطلاق , عمل على تأسيس شركة استثمارية وبحنكته وإدارته الناجحة استطاع تأسيس مصنع ملابس الأطفال في الصين الشعبية بداية العام 2006 وحقق نجاح كبير في التأسيس والإنتاج والعمل والتصدير والتطوير والجودة ، وأحدث نقلة نوعية للمؤسسة التي يعمل بها وأصبح لديها اكتفاء في الاستيراد والاعتماد على نفسها بدلا من شركات التصدير والشحن ، وليحصد معها حسين أحمد ثمرة جهده ومثابرته ومعاناته وتضحياته وسهره وترقبه وحيرته وفرحه وألمه , لم يحصل لي شرف اللقاء بهذا الرجل المثالي في أخلاقه وذكائه وكرمه فقد سافر ونحن أطفال ولم تجمعنا الصدف مرة أخرى ولكنا استطعنا التواصل معه وطلبت منه أن يسجل تجاربه في مجال العمل لأجل يستفيد منها الآخرين وأخذ الدروس والعبر من تجاربه ولم يبخل في ذلك كما هو طبعه ومعدنه الأصيل وهو يتطرق حالياً إلى نشر حلقات أسبوعية ينقل خلالها تجاربه في مسيرة الحياة وذكرياته الجميلة منها السعيدة وأخرى الحزينة

ولد حسين أحمد في البارك منطقة رخمه عام 1958 تعلم القراءة والكتابة على يد المشايخ في الوقت بما يسمى المعلامه ، وعند بناء المدرسة في العام 1968كان حسين أحمد من الذين ساهموا في البناء وكان لا يتجاوز سن الثالثة عشر ربيعا وقد تأسست المدرسة ضمن مبادرات جماهيرية تطوعية من قبل أبناء المنطقة
يقول حسين أحمد
عندما كان العمل التعاوني الجماهيري على أوجه شاركنا في بناء المدرسة بنقل الماء على ظهور الحمير ونقل التراب والحجار وتقديم الحجارة والخلب للبنائين وقمنا في إحضار الخشب على ظهورنا من منطقة ضبة البعيدة مرورا بمذبلة ورهوة حرد لأن الجمال أوصلتها إلى ضبة ، حيث ذهبنا الصباح ولم نعود الى مدرسة رخمه إلا المغرب ، كان كل أثنين من الطلاب يحملون خشبة واحدة وقد لقينا تعب وجهد في حملها نظرا لثقلها وكنا حينها صغار لا تتجاوز أعمارنا الثانيةعشر والثالثة عشر
وعند افتتاح المدرسة في رخمه تلقي حسين أحمد تعليمه الأساسي ومن ثم أنتقل إلى مدرسة رصد الاعداديه وكان ذلك عام ١٩٧٣م وبعد ان انهي المرحله الاعداديه توجه الى مدرسة الزحف الأحمر في عدن لمواصلة الثانوية ,العامه
يقول حسين أحمد
لقد كان اهتمام كبير في التعليم من قبل الحكومة والناس جميعا لديهم شغف التعليم على الرغم من الفقر والحياة الشاقة والصعبه في ذلك الوقت .
كانت مدرسة الزحف الاحمر مدرسه نموذجيه حيث تم فتح مدرسة الزحف الأحمر في عدن وهي تهتم في أبناء الطبقات الفقيرة والتي لديها صعوبات في تدريس أبنائها وقد كانت نظرة الرئيس سالمين رحمه الله تعالى أخذ الطلاب من الأرياف وتدريسهم التعليم المدني والعسكري منذ الصغر وتربيتهم وتأهيلهم ليكونوا بدلا عن الجيش القديم ويكونوا طبقه متعلمة أكاديميا ويتم تدريسهم كافة نواحي الحياة العسكرية الاكاديميه حيث كانوا موازين للجيش نفسه من حيث الاهتمام بالتاهيل والرعايه وكل التمويل والتدريس والتأهيل تحت إشراف الجيش ورئاسة الجمهورية وكان أول موقع لها في صلاح الدين
وقد تعلم الطلاب على كيفية استخدام السلاح وكانوا يوازون الجيش بالتدريب و المناورات الحية بالذخيرة بكافة أشكالها وكانت خطط وبرامج التدريب في الزحف الأحمر لا تختلف عن خطط وبرامج التدريبات في الجيش غير أن طلاب الزحف الأحمر يتلقون تدريس منتظم وصارم وتحقيق نجاحات عالية
وقد درست في الزحف الأحمر الثانوية العامة وكان حينها ناصر امزربه قائد مدرسة الزحف الأحمر ودرست أول ثانوي وثاني ثانوي في القسم العلمي أنا ويسلم سعيد محمد العفيفي والعقيد بليل حنش عبد الله . الله يرحمه وابن أخوه العقيد محمد أحمد حنش عبد الله وفي تلك الفترة حدث الاقتتال بين قيادات الحزب الاشتراكي بما تعرف بأحداث سالمين وقد أعاقت تلك الأحداث استمرار التدريس وتم نقل الطلاب إلى دورات الى مدارس متعدده والى دورات خارجية والبعض تم قبولهم في كليات الجيش والشرطة

بالنسبة لي كنت مطلوب خدمة عسكرية وكنت لا أرغب في تأديتها كان لدي طموح في السفر إلى أمريكا لأكمل الدراسة والعمل هناك ، أصدرت في ذلك الوقت وزارات التربية والدفاع قرار إعفاء لمن يتم تعيينهم مدرسين حيث تحسب لهم خدمة وطنية عن الخدمة العسكرية والتي كانت إجبارية في ذلك الوقت ،
وطلبت حينها خدمة وطنية وتم تعييني في مدرسة رخمه لمدة سنتين وعند إكمال الخدمة الوطنية أصدرت وزارة التربية قرار على من يستمر في التدريس يعتمد مدرس أساسي ويمنح راتبا كاملا وافقت على القرار حينها وسجلت ولكن ظل راتبي كما هو دون تعديل لأن رواتب موظفي الخدمة الوطنية أو العسكرية تكون أقل بكثير من الموظفين الأساسيين ،

قررت السفر في ذلك الوقت وكانت وجهتي إلى المملكة العربية السعودية في شهر 1
/ 1983وقد كانت رحلتي شاقة ومتعبة وكانت رغبتي لا زالت في السفر إلى أمريكا لأكمل الدراسة والعمل هناك،
وكانت الإمكانيات هي التي تعيقني وقد حاولت حينها الاستدانة من بعض المعارف ولم أتوفق نتيجة ظروف الناس في الغربة ،
جلست أبحث عن أي وظيفة إدارية حسب رغبتي وقدمت طلب للبنك الاهلي بالرياض وتأخر قبول الموافقة وكنت قد قررت العودة إلى عدن وحينها تواصلت مع الأخ سالم حسين الجعدي وصالح حسين أخوه وقررت زيارتهم الى جده والسلام عليهم قبل السفر أخبرني الأخ سالم أنه وجد لي وظيفة في جده ،
قطعت تذكره ووصلت إلى عند سالم الجعدي في أول يوم برمضان اعتقد كان في شهر ٣ /٨٣ م واستقبلني سالم الجعدي واستضافني عنده في العزبة والحمد لله توفقت في ذلك العمل ,وبالنسبة للدراسة كنت أخذ الكتب وتعلم اللغة الانجليزية وكان يوجد من يساعدني في ذلك وجود أستاذ هندي مواليد بريطانيا وخريج الجامعة البريطانية أعمال ووجدت مهندس كندي من خلال العمل واستمر معي هو في التكلم معي وتصحيح لي اللغة
طبعا استمريت في الدراسة بمختلف الوسائل وخصوصا الكتب التي كنت أخذها من المكتبة بالرغم أنها تكلفني لأكنها كانت عون كبير في نقلي إلى مستوى أفضل وكانت القراءة من هواياتي المفضلة في البحث عن المعلومات التي تفيدني في مجال التسويق وقد تحولت إلى المجال الذي ادرسه وأمارسه هو التسويق .
والحمد لله بتوفيق الله حصلنا على البكالوريوس بالانتساب من المملكة العربية السعودية ولازلت أدرس إلى اللحظه اتمنى ان اوفق في الحصول ماجستير إدارة أعمال أتمنى من الله أن يحقق لي ذلك . كما درست اللغة الإندونيسية إثناء تواجدي للعمل بإندونيسيا والحمد لله ساعدني ذلك في عملي وأيضا ساعدني ذلك في التعايش بسهولة في ذلك البلد حيث استمريت تقريبا ٨ سنوات هناك وفتحت معمل صغير ليغطي لي ٥٠ % من عملي لأكن في الأيام الأخيرة من العام ٢٠٠٠م تغير الوضع وكان لنا موطئ قدم في الصين عندما ذهبنا في العام ٩٨م وكانت الآفاق أفضل وأوسع والفرص متاحة بشكل كبير وفي العام ٢٠٠٢م أغلقت المعمل واستقريت في الصين وكونت أول شركة لي هناك بالاستثمار .
لو تحدثت عن شخصية حسين أحمد فلا تسع الصفحات الحديث عنه وكل ما أذكره عنه في هذا الكتاب أنه رجل شق طريقه بنفسه وكانت له بصمات جليلة في العمل الإنساني والخيري وهو رجل متواضع ولا زال على تواصل مع أبناء قريته وطلابه وتعتبر سيرته ومواقفه وجهوده مثالا يجب أن يتحذي به الكل لما تحمله من كفاح وصمود وحب الاطلاع ورفض الخسارة وتجاوز العقبات للوصول إلى تحقيق الغايات والتطلعات

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار