اخبار عربية ودولية

هل من علاقة بين تلقيح السّحب والفيضانات الإماراتية.. تقارير تُجيب؟

 

تتراوح المشاهد المنتشرة في دولة الإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع بين السريالية إلى المروعة، إذ تشير التقارير إلى أن الأمطار هطلت على دبي بمعدل يقترب من ست بوصات (15.2 سم) خلال 24 ساعة، أي ما يعادل نحو عام ونصف من متوسط هطول الأمطار السنوي في الإمارة. ومن شأن هطول الأمطار مرة واحدة كل 100 عام في المنطقة، مما يعني طقساً احتمالية حدوثه تبلغ 1% كل عام، أن ينتج نحو 2.4 بوصة في اليوم.

 

 

 

من السهل نسبياً تفسير أسباب الفيضانات، فعادة ما تظهر نقاط ضعف في المجتمعات قبل أن يصبح الطقس سيئاً. وباعتبارها منطقة جافة في الغالب مع أمطار متقطعة في أشهر الشتاء، فإن الشرق الأوسط لم يصمم مدنه لتحمل الأمطار الغزيرة. وبالنظر إلى وفرة الأسطح غير المنفذة للماء والصرف غير الكافي، لم يكن هناك مكان لتصريف كل تلك الأمطار.

 

لكن ما الذي أدى إلى غزارة الأمطار؟

 

تعتقد التقارير أن هناك علاقة بين هطول الأمطار وجهود الإمارات في تلقيح السحب، والتي بدأت في 2002 كمحاولة لمعالجة قضايا الأمن المائي. ولزيادة منسوب الأمطار، تُحفز السحب عبر حقنها بجزيئات الملح أثناء الطقس الدافئ، بهدف تشكيل قطرات أكبر تؤدي في النهاية إلى هطول الأمطار. وقال أحمد حبيب، خبير الأرصاد الجوية، إن طائرات التلقيح أُرسلت يومي الإثنين والثلاثاء للاستفادة من تكوينات السحب الواعدة. ونفى المركز الوطني للأرصاد الجوية (NCM) لاحقاً تنفيذه تقنيات تعديل الطقس قبل حدوث العواصف.

 

وتتمتع تكنولوجيا تعديل الطقس بطابع من الغموض. فحينما قالت الصين، التي استثمرت مليارات في الأساليب المتقدمة للتحكم في الطقس، إنها طهرت السماء استعداداً لمراسم أولمبياد بكين 2008 من خلال إجبار الأمطار على الهطول مبكراً، لم يشكك كثيرون في ذلك. لكن رغم استثمار مبالغ هائلة بهذه التقنية، هناك جدل حول مدى فعاليتها.

يمكن أن يعزز تلقيح السحب مستوى الرطوبة الموجودة بالفعل في السماء، لكن لا يمكنه تحفيز المطر من العدم. ويقول مسؤولون إماراتيون إن هذه التقنية قد تزيد معدلات هطول الأمطار بنسبة تتراوح بين 10% إلى 30% سنوياً، مما يعني أنه حتى لو حدث هذا الأمر في بداية هذا الأسبوع، فمن المفترض هطول كمية هائلة من الأمطار على أي حال.

 

كذلك، أشارت دراسة أجراها علماء في المركز الوطني للأرصاد الجوية ونُشرت العام الجاري، إلى أن الهطول السنوي للأمطار في الإمارات سيزداد بنسبة 30% في جميع أنحاء الدولة، مع تزايد وتيرة هطول الأمطار الغزيرة.

 

لذا، فمن المحتمل أن الدمار الذي حدث هذا الأسبوع ليس نتيجة محاولتنا للعب بالطقس، بل ينبع بدلاً من ذلك من ابتكار بشري آخر، وهو تغير المناخ. (بلومبرغ)

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار