فليك.. غارة ألمانية على فلسفة برشلونة
ورفض فليك، العديد من العروض، حيث كان في انتظار برشلونة، وجاءت الفرصة بعد صدام المدرب تشافي مع رئيس النادي خوان لابورتا.
وانتقد تشافي في المؤتمر الصحفي قبل مواجهة ألميريا بالليجا، الوضع المالي للبلوجرانا، مما يصعب مهمة المنافسة مع ريال مدريد والأندية الأوروبية.
وقرر خوان لابورتا، إقالة تشافي، بعد أيام قليلة من إعلان استمراره مع البارسا، بعد جلسات واجتماعات طويلة لإقناعه بعدم الرحيل.
عودة المدرسة الألمانية
سيكون فليك، أول مدرب ألماني يقود برشلونة منذ 43 عاما، حين تولى أودو لاتيك، تدريب البلوجرانا في 1981.
واستمرت تجربة لاتيك مع الفريق الكتالوني حتى مارس/آذار 1983، وحصد خلالها، كأس الكؤوس الأوروبية.
كما سيكون فليك، أول مدرب ألماني يقود برشلونة منذ حقبة يوهان كرويف مع البلوجرانا، التي صبغت النادي منذ ذلك الحين بالكرة الهولندية الشاملة.
هوية كتالونية
الكرة الشاملة التي ابتكرها يوهان كرويف في برشلونة، تمثل فلسفة لعب ثورية تعتمد على التحركات المستمرة والمرونة التكتيكية، حيث يمكن لأي لاعب أن يشغل أي مركز في الملعب.
كرويف، الذي جلب هذه الفلسفة من أياكس أمستردام، أسس أسلوبًا يعتمد على الاستحواذ الطويل والضغط العالي واللعب الجماعي المنظم، مما ساهم في تطوير أكاديمية “لاماسيا”.
ولعل تأثير كرويف كان عميقا، حيث قاد برشلونة إلى عصر من النجاحات المستدامة، وساهم في تشكيل هوية اللعب الهجومي المميز للفريق، والتي توجت بفترات ذهبية تحت قيادة بيب جوارديولا، الذي كان من أبرز تلاميذ كرويف.
هذا الإرث ما زال ينعكس في أسلوب لعب برشلونة حتى اليوم، مؤكدا على تأثير كرويف العميق والمستدام في تاريخ النادي، والذي أصبح بمثابة هوية للعملاق الكتالوني.
عصر فليك
عادة ما يعتمد هانز فليك على تشكيل 4-2-3-1 أو 4-3-3، وهو مرن في تعديل الخطة حسب هوية الخصم وظروف المباراة.
وتدور الفلسفة الأساسية للمدرب الألماني، حول اللعب الهجومي والضغط العالي على الخصم.
كما أن الفرق التي قادها، تميل إلى الضغط بقوة وبشكل جماعي على حامل الكرة من الفريق المنافس في نصف ملعبهم، لإجبارهم على ارتكاب الأخطاء واستعادة الكرة في مناطق متقدمة.
ويشدد فليك على اللعب الجماعي والتحركات الذكية دون كرة، ويعتمد على اللاعبين أصحاب الوعي التكتيكي، والذين يعرفون متى التحرك لفتح مساحات لزملائهم، وهذا يظهر بشكل خاص في التحولات السريعة للهجمات، والانتقال من الدفاع إلى الهجوم.
ويعتمد فليك كثيرًا على الأجنحة في الهجوم، ولديها الحرية للتحرك بشكل كبير، سواء بالتوغل نحو الوسط لخلق فرص للتسجيل أو اللعب على الخطوط لإرسال العرضيات.
كما أن أسلوب فليك يعتمد على الدقة في التمرير والتمركز الجيد على أرض الملعب، فاللاعبون يحافظون على تنظيمهم ويبحثون دائمًا عن التمريرات السريعة والبينية التي تكسر خطوط دفاع الخصم.
ويعتمد فليك على دفاع متقدم، حيث يتواجد خط الدفاع بالقرب من منتصف الملعب، وهذا يجعل الفريق يتطلب من لاعبي الدفاع، سرعة ومرونة للعودة في حال تم كسر الضغط الأول.
شكوك وترقب
تحيط الشكوك بتجربة هانز فليك، التي تبدو محفوفة بالمخاطر، خاصة وأنها التجربة الأولى للمدرب خارج ألمانيا.
فليك لديه طموحات كبيرة لتحقيق النجاح في برشلونة، لكن الظروف الصعبة التي يمر بها النادي الكتالوني، قد تحول دون ذلك.
برشلونة في الوقت الحالي ليس لديه قوة مالية للمنافسة على الصفقات الكبرى لتدعيم صفوفه، ويلجأ لإبرام صفقات مجانية أو استعارة بعض اللاعبين لتقليل النفقات.
بجانب إمكانية رحيل بعض نجوم برشلونة الحاليين مثل أراوخو ودي يونج ورافينيا، في ظل العروض المغرية، وضرورة بيع بعضهم بسبب قانون اللعب المالي النظيف.
وبالطبع فليك على دراية بكل هذه الأمور قبل توليه المهمة، ويدرك أن الجماهير متعطشة لحصد الألقاب بعد الخروج بموسم صفري مع تشافي.
فكيف سيطبق فليك أفكاره في ظل هذه الظروف الصعبة؟ وهل سيتحمل كل الضغوط المحاطة به؟