الباب السحري.. معركة ملتهبة بين كولر وجوميز في المملكة أرينا
لن تكون مواجهة السوبر الأفريقي بين الأهلي والزمالك قطبي الكرة المصرية، مجرد صراع على لقب قاري، فالمباراة تحمل العديد من الأبعاد مع انطلاقة موسم جديد يعج بالتحديات.
المواجهة التي ستقام على ملعب “المملكة أرينا” بالعاصمة السعودية الرياض، ستكون بمثابة مفترق طرق للفريقين في موسم مزدحم بالارتباطات، بينما سيكون الاختبار التكتيكي خارج الخطوط بين السويسري مارسيل كولر مدرب الأهلي، والبرتغالي جوزيه جوميز مدرب الزمالك.
ويبحث كولر وجوميز عن باب سحري في “المملكة أرينا”، يتمثل في حصد لقب قاري على حساب المنافس التقليدي، وهو إنجاز سيجعل كل مدرب في مكانة خاصة لدى جماهير فريقه، خاصة وأن البطولة ستكون مزدوجة، من خلال الظفر باللقب وحسم الديربي.
كولر ونهائي القرن
لا يختلف اثنان على كون مارسيل كولر المدير الفني للأهلي، يسير على نهج المدرب التاريخي للفريق الأحمر، البرتغالي مانويل جوزيه، في ظل تحقيق العديد من الألقاب.
وتولى كولر، قيادة الأهلي في سبتمبر/أيلول 2021، ونجح في إعادة ترتيب أوراق الفريق الأحمر بعد خسارة الدوري ورحيل البرتغالي ريكاردو سواريش بعد فترة وجيزة.
وقاد كولر، الفريق الأحمر، لحصد لقب دوري أبطال أفريقيا مرتين، كما حصد لقب كأس مصر مرتين، وفاز بلقب الدوري المصري موسمين متتاليين بجانب كأس السوبر المحلي 3 مرات.
واقتنص المدرب السويسري 9 بطولات، من بينها لقبين حققهما بشكل مباشر على حساب الغريم التقليدي الزمالك، بالتتويج بلقب السوبر المصري وكأس مصر.
ولكن يبقى الباب السحري الذي يبحث عنه كولر، تحقيق لقب قاري من أنياب الزمالك، وهو الإنجاز الذي حققه من قبل الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، عندما قاد الأهلي لحصد لقب دوري أبطال أفريقيا، على حساب الزمالك عام 2020 في المباراة المعروفة ب “نهائي القرن”.
وجعل هذا الإنجاز، موسيماني، في مكانة خاصة لدى جماهير الأهلي، رغم أنه حقق عدد أقل من الألقاب (6 بطولات) مقارنة بكولر، إلا أن ذكريات نهائي القرن تجعل عشاق القلعة الحمراء في حالة إعجاب وتقدير بموسيماني.
الأمر ذاته كان بالنسبة للبرتغالي جوزيه، رغم أنه لم يحقق لقب قاري بشكل مباشر من أنياب الزمالك، ولكنه حرم الفريق الأبيض من استكمال مشواره في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا 2005، وكتب تفوقا كبيرا على حساب المنافس التقليدي.
ويدرك كولر أن تكرار سيناريو نهائي القرن سيكون “الباب السحري” لمكانة أكبر مما يحتلها حاليا، خاصة وأن الأحمر لا زال يحتفظ بعدد وافر من لاعبيه الذين شاركوا في تلك المباراة قبل 4 أعوام، وعلى رأسهم الحارس محمد الشناوي ومحمد هاني وياسر إبراهيم وعمرو السولية وحسين الشحات وأفشة ورامي ربيعة ومحمود كهربا.
جوميز والضربة المزدوجة
يبدو موقف جوزيه جوميز المدير الفني للزمالك، مختلفا بعض الشئ، في التفاصيل الخاصة بمباراة السوبر الأفريقي، ولكن الهدف يبدو مشتركا وهو تحقيق اللقب أمام الأهلي.
فالتتويج بالسوبر الأفريقي في موقعة المملكة أرينا، سيكون بوابة سحرية بالفعل بالنسبة لجوميز لكسب ثقة مطلقة من جماهير الزمالك رغم أنه قدم موسما جيدا حقق خلاله التتويج بلقب كأس الكونفيدرالية الأفريقية.
جوميز لم يختتم الموسم الماضي بالشكل المطلوب، بعدما ابتعد تماما عن المنافسة على لقب الدوري، واكتفى باحتلال المركز الثالث، بجانب الخروج المبكر من كأس مصر، لكن المدرب البرتغالي يبدو متحفزا لاقتناص السوبر الأفريقي.
ولم يسبق أن حقق الزمالك، بطولة قارية على حساب الأهلي، سوى السوبر الأفريقي عام 1994 بقيادة الراحل محمود الجوهري، كما أن المدربين البرتغاليين لديهم سوابق سيئة في النهائيات ضد الأهلي، وعلى رأسهم باتشيكو الذي خسر نهائي القرن، بجانب خسارة فينجادا، نهائي السوبر المصري من قبل، وأيضا خسارة مانويل كاجودا، نهائي كأس مصر.
وربما يكون الاستثناء متمثلا في البرتغالي جيسوالدو فيريرا الذي حقق لقب كأس مصر مرتين أمام الأهلي، وهو “الملهم” بالنسبة لجوزيه جوميز، ولكن الأخير يبقى له ذكرى مريرة بخسارة كأس مصر أمام الفريق الأحمر.
السوبر الأفريقي بالنسبة لجوميز سيكون ضربة مزدوجة، الأولى تتمثل في رد اعتبار الزمالك بعد خسارة نهائي القرن، والثانية تبقى حسم لقب مهم يعيد التوازن للزمالك، ويمنحه ثقة كبيرة أمام الجماهير ويشعل المنافسة مع الأهلي الذي سيدخل دائرة الشك حال الهزيمة.
وتبدو تشكيلة نهائي القرن التي خاضت مباراة 2020، مختلفة تماما عن تشكيلة الأبيض الحالية، ولا تشمل سوى أحمد سيد زيزو ومحمود شيكابالا.