اخبار عربية ودولية

تفاصيل كاملة لعملية اغتيال نصرالله.. متى وأين اتُخذ قرار العملية؟

تمكنت القوات الإسرائيلية ومديرية الاستخبارات العسكرية من اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت في عملية سرية ومعقدة.

وكشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” أنه باستخدام معلومات استخباراتية متقدمة ومناورة بارعة شملت سفر رئيس الوزراء بنيامين نتنانياهو إلى نيويورك، ضربت قوات الأمن قيادة المنظمة في ما يُعرف بأنه إحدى العمليات العسكرية الأكثر أهمية.

وكان رئيس شعبة الاستخبارات السابق آهارون هاليفا درس بالفعل خيار اغتيال حسن نصر الله في 11 تشرين الأول، بناءً على القدرات المتقدمة لوكالة الاستخبارات.
وبدأ التحضير واتخاذ القرار بشأن عملية الاغتيال المستهدفة يوم الأربعاء، وكان الانتظار مزعجاً لوصول معلومات استخباراتية دقيقة وعالية الجودة لتحديد لحظة اجتماع قيادة حزب الله.
مناورة خداع
وتقول الصحيفة إن “نتنياهو أجرى اتصالاته المعتادة، وأعطى الضوء الأخضر للتقدم في عملية وقف إطلاق النار، وقرر السفر إلى الولايات المتحدة على متن طائرة “جناح صهيون”، كجزء مما يبدو أنه مناورة خداع لتبديد مخاوف قيادة حزب الله، التي يبدو أنها أكلت الطعم”، وأضافت: “لولا ذلك لما كان اجتماع القيادة في مقر تحت الأرض يعمل كمركز قيادة للحزب في قلب حي الضاحية في بيروت”.

وخلال الرحلة إلى الولايات المتحدة، جرت مشاورات أمنية على متن طائرة “جناح صهيون”، حيث تم تقديم تحديثات استخباراتية حول التطورات في لبنان واستعداد الاستخبارات والقوات الجوية لتنفيذ هجوم لا يمكن لأحد النجاة منه، حتى في شبكة تحت الأرض، كما تقول “جيروزاليم بوست”.
وكان مجلس الوزراء عقد مساء الخميس، اجتماعاً عبر الهاتف انتهى في الرابعة صباحاً بتوقيت إسرائيل، والتاسعة بتوقيت نيويورك. وأدار رئيس الوزراء الاستعدادات من غرفته في الفندق في الولايات المتحدة، بعد مشاورات مع وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي هرتس هاليفي، ورئيس الموساد ديفيد برنياع.

وبعد المناقشة المهنية، تم تفويض نتنياهو وغالانت بالموافقة على الاغتيال المستهدف بناء على معلومات استخباراتية.
وقرابة الساعة العاشرة من صباح الجمعة بتوقيت إسرائيل، عقد نتنياهو مشاورة أمنية أخرى مع وزير الدفاع ورئيس الأركان بناء على آخر المعلومات الاستخباراتية. ووفقاً لمصادر إسرائيلية، فقد وردت معلومات استخباراتية قبل وقت قصير من خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، واستكمل الجيش الإسرائيلي الاستعدادات، ورفع الجاهزية واليقظة في أنظمة المراقبة والدفاع الجوي.
ولاحقاً، أجريت مشاورات أخرى، وأعطى نتنياهو الضوء الأخضر لعملية الاغتيال المستهدفة التي من شأنها أن تهز الشرق الأوسط والعالم العربي. وإثر ذلك، أعطت قيادة سلاح الجو الضوء الأخضر لتسليح الطائرات بقنابل خارقة للتحصينات.

وعندها، نزل رئيس الأركان ووزير الدفاع إلى “الحفرة”، القاعدة تحت الأرض للجيش في تل أبيب، برفقة رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء شلومي بايندر، وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، ورئيس العمليات اللواء عوديد باسيوك، وانطلق عدد كبير من الطائرات المقاتلة، وبمجرد إعطاء الإشارة، بدأت واحدة تلو الأخرى في إسقاط العشرات من القنابل.

وأرسلت طائرات بدون طيار صوراً إلى “حفرة” سلاح الجو أثناء انهيار المباني في قلب الضاحية. وعلى عكس محاولة اغتيال علي كركي الفاشلة السابقة، بسبب نطاق محدود من الذخائر، كانت هذه المرة قاضية، ما أسفر عن استشهاد نصرالله وقائد الجبهة الجنوبية لحزب الله علي كركي، على الفور، إلى جانب شخصيات بارزة أخرى. (24)

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار