“استعدادات”.. ماذا يجري داخل إسرائيل بشأن “ضربة إيران”؟
أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنّ هناك مشاورة منتظرة يوم الجمعة المقبل، وأخرى يوم الأحد بشأن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، موضحة أن واشنطن تلقت ضمانات بأن المنشآت النفطية والنووية لن تكون أهدافاً، ولكن الأمر قد يتغير في الجولات المقبلة.
وذكرت الصحيفة أنه “بعد أكثر من أسبوعين على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني، لم تتخذ إسرائيل إجراءات للرد حتى الآن، فيما تلقت الولايات المتحدة على ضمانات من إسرائيل بأن هذا الرد لن يشمل المنشآت النفطية والنووية في إيران، ولكن تلك الضمانات لا تتعلق بهجمات مستقبلية”.
مشاورات إسرائيلية
وذكرت أنه على خلفية الاستعدادات للهجوم، من المتوقع أن يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة المقبل، مشاورات محدودة، كما سيجتمع يوم الأحد مع المجلس الوزاري السياسي الأمني، مشيرة إلى أنه بعدما نُشرت التقارير التي أفادت بأنه أبلغ الحكومة الأمريكية بأنه يخطط لمهاجمة أهداف عسكرية وليس منشآت نفطية أو نووية، كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن هذا القرار تم اتخاذه بالفعل، ولكن تم التأكيد على أن الأمر يتعلق فقط بالرد الفوري على الهجوم الذي شمل إطلاق نحو 200 صاروخ باليستي.
منظومة ثاد
ونقلت “يديعوت” عن مصادر مطلعة قولها إنّ “التأكيدات الإسرائيلية للأميركيين تطرّقت إلى الهجوم القادم فقط، مما يعني أن إسرائيل لا يزال بإمكانها ضرب أهداف أكثر طموحاً في جولات الهجمات المستقبلية ضد إيران”، موضحة أن الإدارة الأميركية ترى أن إرسال الولايات المتحدة منظومة ثاد للدفاع الجوي مع نحو 100 جندي لتشغيلها، من المتوقع أن يخفف إلى حد ما من مخاوف إسرائيل من الرد الإيراني.
وتشير التقارير الواردة في الأيام الماضية إلى أن وصول تلك المنظومة، التي وصلت مكوناتها بالفعل، يعتبر جزءاً من التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة، وليس من المستبعد أن يكون هذا حصلت عليه إسرائيل في إطار التنسيق والاستجابة لطلبات الولايات المتحدة بالامتناع عن مهاجمة المنشآت النووية.
الضمانات ليست ثابتة
ومع ذلك، كتبت وكالة “أسوشييتد برس” للأنباء أن المسؤولين الأميركيين حذروا من أن الضمانات التي تلقتها الولايات المتحدة “ليست ثابتة وأن الظروف قد تتغير”، وقالوا إنّ إسرائيل “ماضياً مختلطاً” في ما يتعلق بالوفاء بالوعود، وأن السياسة الداخلية أدت أكثر من مرة إلى التغيير.
وفي الوقت نفسه، تشير الصحيفة إلى أن هناك ضغطاً من روسيا، حيث قال الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، إن موسكو تقيم اتصالات على مختلف المستويات مع إسرائيل، وتنقل مخاوفها بشأن الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران، وأضاف: “إننا على اتصال مع السفارات، كما يجري سفيرنا اتصالات عبر قنوات أخرى، وهي تتم يومياً”.
استعدادات إسرائيلية
وفي مقابلة تلفزيونية، سُئل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد دانيال هاغاري، عن خطة الرد الإسرائيلية على إيران، فقال إن إسرائيل “تعرف كيف تحمي سكانها”.
وسئل عما إذا كان نظام “ثاد” يعد مؤشرا على هجوم إسرائيلي وشيك، فأجاب: “إسرائيل تعرف ما يجب أن تفعله في ذلك الوقت وبالطريقة التي تختارها”.
ولم يجب هاغاري صراحة على سؤال ما إذا كانت إسرائيل ستنسق الرد مع دول أخرى، مؤكدا أن إسرائيل لا تقاتل إيران أو الشعب الإيراني بل النظام.
واستعداداً لهذا الهجوم الإسرائيلي، والرد الإيراني المتوقع، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى عقد اللجنة العسكرية العليا، وفي المناقشة، أصر على جاهزية الأنظمة المختلفة، مع التركيز على أنظمة الصحة والطاقة والاتصالات، للتعامل مع سيناريو إطلاق النار على نطاق واسع على إسرائيل.
وأضاف: “بعد إيقاف الهجوم الإجرامي الذي شنته إيران، ليس لدينا أي نية لتحمل انتهاك السيادة ومحاولة إيذاء الإسرائيليين والبنية التحتية دون الرد. في الواقع، فإن الرد سيكون دقيقاً ومؤلماً ومفاجئاً تجاه إيران”. (24)