لحظات الساعات الحاسمة.. ماذا نعلم عن “وقف النار” في لبنان؟
إسرائيل ستحتفظ بحرية التحرّك “التامة” في لبنان.. كان هذا البند محل الخلاف الرئيسي الذي أخر وعرقل اتفاقا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، ليعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن موافقته على اتفاق، زعم أنه يضمن له تلك الحرية.
ومساء الثلاثاء، ذكر التلفزيون الإسرائيلي أن مجلس الوزراء الأمني وافق في وقت سابق على اتفاق وقف إطلاق النار.
وخرج نتنياهو في خطاب متلفز ليعلن عن بعض تفاصيل الهدنة؛ إذ قال إنه مستعد لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان وإنه “سيرد بقوة على أي انتهاك” من جانب حزب الله، وتابع: “نحتفظ بحرية العمل العسكري الكاملة بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، وإذا انتهك حزب الله الاتفاق أو حاول معاودة التسلح، فسوف نضربه بقوة”.
وأوضح أن هناك 3 أسباب دفعت إسرائيل للسعي إلى وقف إطلاق النار، أولها التركيز على إيران.
وسبق الإعلان قصف غير مسبوق على بيروت وضاحيتها وجنوب لبنان، إلا من خلال اتفاق وقف إطلاق النار، تتوقف حرب بدأت منذ 14 شهرا بمناوشات وانتهت بسقوط آلاف الشهداء اللبنانيين ومئات آلاف النازحين، فضلا عن دمار بمليارات الدولارات.
فماذا نعلم عن الاتفاق؟ وماذا قال نتنياهو؟ وكيف بدت بيروت وضاحيتها قبل وبعد الإعلان؟
ما بنود الاتفاق؟
الأسباب الثلاثة التي دفعت إسرائيل للسعي إلى وقف إطلاق النار، بحسب نتنياهو، هي التركيز على إيران وتجديد إمدادات الأسلحة المستنفدة مع منح الجيش قسطا من الراحة، وأخيرا عزل حركة حماس في غزة.
لم يعلن نتنياهو عن بنود الاتفاق سوى أنه ذكر أن مدة الهدنة “تتوقف على ما يحدث في لبنان”.
وتنص بنود الاتفاق بحسب ما نشرت صحيفة إسرائيل هيوم على ما يلي:
– استكمال انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي خلال 60 يوما.
– الولايات المتحدة ستقوم بتشجيع المناقشات حول 13 نقطة خلافية بشأن الحدود بين لبنان وإسرائيل.
– انتشار الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان.
– عودة قوات اليونيفيل إلى المنطقة الحدودية.
– نشر قوة أميركية في المنطقة الحدودية لفترة قصيرة لمراقبة تنفيذ الاتفاق.
– تشكيل لجنة دولية لمراقبة تنفيذ التزامات حزب الله.
– يُطلب من الجيش اللبناني الاستمرار في تفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله.
– احتفاظ إسرائيل بحرية الرد على أي خرق دون الحاجة إلى تصديق أي إجراء ضد الانتهاكات.
من جهتها أشارت “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن الاتفاق لا يتضمن نصا صريحا على أن إسرائيل لديها حرية الرد إذا انتهك حزب الله الاتفاق في المناطق الواقعة شمال نهر الليطاني في لبنان.
وبحسب التقرير فإن الاتفاق ينص على أن إسرائيل ستبلغ الهيئة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة عن أي انتهاك من هذا القبيل، وستجتمع بعد ذلك لمناقشة مدى خطورة الانتهاك.
ولكن صياغة ما إذا كان لإسرائيل الحق في الرد في هذه الحالة غامضة، على عكس الحالات التي تحدث فيها انتهاكات جنوب نهر الليطاني أو إذا كان هناك تهديد فوري.
زلزال حرب ما قبل التهدئة
بينما كان اتفاق وقف إطلاق النار على بعد ساعات فقط من الإنجاز، جلس وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مع مسؤولين عسكريين وصادق على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية، مؤكدا “سنواصل الهجوم حتى اللحظة الأخيرة”.
وبالفعل شنت إسرائيل منذ ساعات صباح الثلاثاء، غارات على مختلف المناطق في بيروت، إلا أن تصريحات الوزير تزامنت مع قصف غير مسبوق على وسط بيروت، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي ذلك صراحة أن 8 طائرات قصفت 20 مبنى في ضاحية العاصمة خلال 120 ثانية، في مشهد وصفه ناشطون لبنانيون ووسائل إعلام لبنانية بالجنون الإسرائيلي.
وفي تصريح إعلان الهدنة، قال نتنياهو “ضربنا أهدافا استراتيجية في أنحاء لبنان وزلزلنا بيروت حتى الأعماق”.
ووجهت إسرائيل تحذيرا مسبقا من الضربات في منطقة وسط بيروت لأول مرة، في تصعيد كبير لحملتها العسكرية مما أثار الذعر بين السكان الذين فر بعضهم إلى الشمال.
كذلك، استهدفت الضربات أيضا صور في الجنوب وبعلبك في الشرق.
كيف بدأت وكيف انتهت؟
بدأت الحرب بين إسرائيل وحزب الله في تشرين الأول 2023 عندما بادر الأخير باستهداف قرى وبلدات في شمال إسرائيل، معلنا أنه يساند حركة حماس في غزة التي كانت تتعرض لحملة عسكرية إسرائيلية شرسة من قبل إسرائيل بسبب هجومها غير المسبوق في 7 تشرين الأول.
وتصاعدت وتيرة تبادل القصف بين الجانبين لتصل إلى ذروتها في أيلول عندما اتخذت إسرائيل قرارا بتكثيف هجومها الجوي والدخول بريا إلى لبنان لإبعاد حزب الله عن حدودها وتدمير بنيته التحتية من أجل إعادة نحو 60 ألف نازح إسرائيلي في شمال إسرائيل.
واستشهد أكثر من 3768 شخصا وجُرح 15 ألفا و699 شخصا على الأقل في لبنان منذ تشرين الأول 2023.
واستهدفت غارات حزب الله 45 مدنيا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة، بحسب فرانس برس.
كذلك، تشير السلطات الإسرائيلية إلى أن 73 جنديا على الأقل قتلوا في شمال إسرائيل، وهضبة الجولان وفي معارك بجنوب لبنان. (بلينكس – blinx)