لعنة الفراق.. مبابي وباريس يغرقان في دوامة عنيفة
ودفع مبابي ثمنا غاليا لتحقيق حلمه حيث انتقل إلى الريال بصفقة انتقال حر، بعدما دفع النادي الباريسي 180 مليون يورو لضمه من موناكو في صيف 2017.
وعاش كيليان عامه الأخير في باريس وسط أزمات عديدة بدأها بتجميده وحرمانه من المشاركة في فترة إعداد الفريق، وتواصلت بكسر هيبته كقائد لمنتخب فرنسا بوضعه على مقاعد البدلاء منذ فبراير/شباط الماضي.
ولم تنته الأزمات بين مبابي وباريس برحيله عن حديقة الأمراء بل امتد الأمر لنزاع قانوني وقضائي بين الطرفين حيث يطالب كيليان بالحصول على 55 مليون يورو قيمة رواتب ومكافآت آخر ثلاثة أشهر له مع ناديه السابق.
ولكن يبدو أن لعنة الفراق بين كيليان مبابي وباريس سان جيرمان أصابت الطرفين رغم البداية الوردية للنجم الفرنسي بفوزه بكأس السوبر الأوروبي بقميص الملكي.
وبدأت اللعنة تضرب مبابي وبي إس جي منذ سبتمبر/أيلول الماضي حيث تدهور حالهما تدريجيا حتى وصل اللاعب والنادي الباريسي إلى نفق مظلم للغاية.
ففي مدريد لم يقنع مبابي أحدا بشكل تام رغم تسجيله 9 أهداف في 18 مباراة بجميع المسابقات بل بدا على النجم الفرنسي الارتباك الشديد سواء فنيا بسبب مركزه في الملعب خاصة في ظل وجود زميله البرازيلي فينيسيوس جونيور، أو لعدم جاهزيته البدنية والذهنية بشكل تام.
وزاد الطين بلة بغياب مبابي عن معسكر منتخب فرنسا شهرين متتاليين في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني ليتعرض لهجوم عنيف في وسائل الإعلام داخل بلاده، وبدأت مطالبات بشأن تجريده من شارة قيادة الفريق.
كما يواجه مبابي اتهاما شائكا بالتعدي على فتاة جنسيا في ستوكهولم، تلك المشكلة التي أدخلته في دوامة نفسية باعتراف ديدييه ديشامب المدير الفني للمنتخب الفرنسي.
ووسط هذه الدوامة من الأزمات بدا مبابي تائها، وانتهى الأمر بإضاعته ركلة جزاء أمام ليفربول كانت سببا في خسارة ثانية على التوالي لريال مدريد في دوري الأبطال، لتتعقد آمال حامل اللقب الأوروبي في التأهل للدور الثاني بعد تراجعه للمركز الرابع والعشرين مكتفيا بست نقاط فقط بعد مرور خمس جولات.
ولعنة الفراق كانت أشد تأثيرا على النادي الباريسي الذي ارتبك مدربه لويس إنريكي في بناء فريق جديد بعد رحيل مبابي.
لم يتأثر العملاق الباريسي على المستوى المحلي برحيل نجمه وهدافه التاريخي، في ظل ضعف منافسيه في الدوري الفرنسي نتيجة الفوارق الفنية والمالية الكبيرة بينه وبين أقرانه.
يعتلي سان جيرمان صدارة الدوري الفرنسي بعد مرور 12 جولة، ولكن في دوري الأبطال فقد أنيابه تماما وسط اختبارات صعبة للغاية في بداية مشواره.
لم يسد عثمان ديمبلي وبرادلي باركولا وراندال كولو مواني وماركو أسينسيو ولي كانج إن وغيرهم الفراغ الذي تركه مبابي، بل اكتفى الفريق الباريسي بتسجيل ثلاثة أهداف فقط في أول خمس جولات من دوري الأبطال.
وكان الأمر كارثيا على مستوى النتائج حيث حقق سان جيرمان أربع نقاط فقط، وتلقى ثلاث هزائم أوروبية ليتراجع للمركز السادس والعشرين، ويصبح مهددا بقوة بالخروج من الدور الأول.
غرق مبابي وباريس في دوامة، فالنجم الفرنسي لا يشعر بنفوذه في ريال مدريد، بينما فقد العملاق الباريسي هيبته وبات فريقا عاديا في دوري الأبطال رغم محاولات مدربه إنريكي المستمرة لإنكار ذلك.