بين نبوءة لابورتا ومعارك بيريز.. هل دفع مبابي الثمن؟
وكان مبابي هدفا رئيسيا للملكي منذ سنوات، ليتحقق حلم الطرفين بانتقاله إلى ملعب سانتياجو برنابيو الصيف الماضي، بمجرد انتهاء عقده مع باريس سان جيرمان.
لكن مبابي، الذي سجل 9 أهداف وصنع اثنين بمختلف البطولات هذا الموسم، لم ينل رضا قطاع كبير من مشجعي ريال مدريد حتى الآن.
بل عبر البعض عن سخطه من هذه الصفقة، التي دخلت في مقارنة مباشرة مع صفقة انتقال إيدين هازارد إلى الميرنجي في صيف 2019، دون أن تثمر عن شيء للفريق حتى رحيله.
نبوءة لابورتا
في مارس/آذار الماضي، أطلق خوان لابورتا رئيس برشلونة، تصريحات تتعلق بقرب انتقال مبابي إلى بطل أوروبا وإسبانيا التاريخي.
وقلل لابورتا آنذاك من شأن الصفقة، قائلا “ستكون لديهم (ريال مدريد) مشكلة، لأنه سيتوجب عليهم بيع لاعب آخر (فينيسيوس) حال وصول مبابي”.
وبرر خوان لابورتا، قوله، بالإشارة إلى صعوبة الجمع بين فينيسيوس جونيور ومبابي، خاصة أنهما ينشطان في نفس المركز.
هذا قبل أن يضيف “بالنظر إلى الأموال التي سيحصل عليها مبابي، سنجد أزمة داخل غرفة الملابس، وبالتالي لن تكون الصفقة بمثابة نعمة أو هدية بالنسبة لهم”.
وصدقت نبوءة لابورتا بالفعل، وبالتحديد منذ أول مباراة خاضها مبابي مع الريال، حيث بدأ في شق صفوف جماهير الريال، بانحياز البعض لفينيسيوس، وتضامن آخرين مع المهاجم الفرنسي.
بل ذهب البعض لاتهام الجناح البرازيلي بالأنانية وعدم مساعدة مبابي بأرض الملعب، فيما شكك من في الجانب الآخر، في شخصية الأخير لعدم قدرته على تحمل الضغط، بعكس فينيسيوس نفسه.
كما لم يجد المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مفرًا من تغيير مركز مبابي، لصعوبة تحويل فينيسيوس من الجهة اليسرى، التي يشغلها ويقدم فيها أفضل مستوياته في الفترة الأخيرة.
ولهذا السبب، عول أنشيلوتي على مبابي كرأس حربة، وهو المركز الذي لم يستطع التوهج فيه حتى الآن، حتى مع تحوله أحيانا لمركز الجناح الأيسر، لا يظهر بمستواه المعهود.
معارك بيريز
دخل فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد، في صراع متشعب مع نظيره ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان، بمختلف الأصعدة.
فإلى جانب الصراع الدائر بين الطرفين في قضية إنشاء بطولة “دوري السوبر”، التي ينحاز فيها الخليفي لموقف الاتحاد الأوروبي، أراد بيريز أيضا إزعاج رجل الأعمال القطري في جوانب أخرى.
وعلى هامش صراع “السوبر ليج”، دخل بيريز في معركة شخصية أخرى مع الخليفي، حيث سعى كل منهما لكسب سباق التوقيع مع مبابي.
وفاز الخليفي بالجولة الأولى في صيف 2022 بنجاحه في إقناع النجم الفرنسي بتجديد عقده عقب انتهائه، ليحرم بيريز من جلبه إلى ريال مدريد.
لكن رغبة بيريز في إحراج الخليفي والتفوق عليه في عقر داره، جعلته يلهث خلف صاحب 25 عاما لسنوات، منتظرا نهاية عقده مع النادي الباريسي، ليتمكن في النهاية من ضمه مجانا دون حصول سان جيرمان على أموال نظير التعاقد معه.
وبينما كان بيريز داخل هذه المعركة الشخصية، لم يكترث لتأثير وصول مبابي على الفريق، ومدى حاجة الريال له، فضلا عن وضعه مع فينيسيوس جونيور، وهوية المتضرر منهما بسبب هذه الصفقة.
هذا إلى جانب تفويت بيريز، فرصتين ذهبيتين لضم رأس حربة مميز للفريق، في عامين متتاليين، بتجاهل التعاقد مع هالاند في 2022 وهاري كين عام 2023، لإفساح المجال لوصول مبابي.
وظن بيريز أن مبابي قادر على شغل هذا المركز، دون الوضع في الاعتبار، تميزه في الأساس على الجانب الأيسر، وليس عمق الهجوم، ليضطر الدولي الفرنسي لاحقا للعب دور لا يجيده بكفاءة عالية، مما جعله يدفع الثمن حتى الآن.