ساحة حرة

الشهيد القائد خالد أحمد سعيد قماطة.. الفارس الذي ترجل عن جواده، لكنه بقي خالداً في صفحات المجد والتاريخ

 

 

بكل فخر واعتزاز، وبكل ما تحمله الكلمات من معاني البطولة والإباء، أكتب عن مناقب الشهيد القائد الشاب خالد قماطة، الذي سطّر أروع ملاحم التضحية والفداء، وجعل من دمه الطاهر جسرًا نحو العزة والكرامة.

 

هو ابن قبيلة آل قماطة، قبيلة الشهداء والتضحية، قبيلة الرجال الذين يضعون أرواحهم درعًا للوطن، ويجعلون من ساحات النزال ميادين للشرف والوفاء. انطلق خالد من ميادين الأمن والاستقرار، فمن قائد طوارئ الحزام الأمني في مديرية رصد إلى قائد نقطة السر في حد يافع الحدودية، وصولًا إلى قائد طوارئ الحزام الأمني في يافع، حيث حمل على عاتقه مسؤولية حماية الأرض والعرض، وسار في دروب الرجال الذين يهبون حياتهم ليعم الأمن والسلام.

لقد كان الشهيد البطل سيفًا مسلولًا في وجه الفوضى والعبث، حارسًا أمينًا لأمن يافع وأهلها، فساهم بشجاعة وإخلاص في حل كثير من القضايا القبلية، وكان سدًا منيعًا ضد دخول الممنوعات إلى يافع، تلك السموم التي تهدد حياة المواطنين وتستهدف شباب الوطن. كما كانت له مواقف مشهودة في قطع دابر الفتنة في مديرية الحد يافع، حيث كان شعاره “يافع للسلام.. لا للفوضى”، حتى لقي ربه شهيدًا في ميادين العزة، غدرته رصاصات الفتنة وهو يحاول وقف نزيف الدم بين أبناء يافع، ليكون بذلك شهيد السلام، شهيد الوفاق، شهيد الوطن.

 

بدمه الزكي، نقش خالد اسمه في سجلات الخالدين، وكتب تاريخًا مشرفًا بماء الذهب، تاريخًا لا يعرف سوى العزة والتضحية، تاريخًا يشهد له كل من عرفه وعاشره. لم يمت خالد، بل بقي خالدًا في قلوبنا، في ذاكرة الأرض التي ارتوت بدمه، في رايات النصر التي ستظل ترفرف عالية بفضل تضحيات الأبطال.

 

إنني هنا لا أرثيه، ولا أبكيه، فالشهداء لا يُبكَى عليهم، بل تُرفع رؤوسنا فخرًا وعزة بهم، فكيف نبكي من جعل دمه مهرًا للكرامة، وسيفه درعًا لحماية الوطن؟!

خالد، ذلك الاسم الذي سيبقى رمزًا للبطولة، عنوانًا للإخلاص، وصوتًا مدويًا يقول:

لا للفتنة.. لا لسفك الدماء.. لا لإثارة القلاقل والمشاكل في يافع وفي عموم الوطن الجنوبي.

 

نسأل الله العلي القدير أن ينزله منازل الشهداء الأبرار، وأن يسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين. ونعاهده ونعاهد جميع الشهداء الأبرار، الذين سقطوا دفاعًا عن الأرض والعرض والدين، أننا على دربهم سائرون، ماضون بثبات على نهج البطولة، ولن نحيد عن العهد حتى يتحقق الأمن والاستقرار لوطننا الجنوبي.

 

النقيب/ عبد الناصر حراشي

نائب مدير الأمن العام – رصد يافع

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار