أخبار محلية

المفاوضات النووية: الحوثيون وجه المصالحة تحت ضغط ترامب

 

 

 

تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين النظام الإيراني والإدارة الأمريكية في روما يوم 19 أبريل 2025، بوساطة عمانية، وسط تصاعد التوترات حول البرنامج النووي الإيراني ودور طهران في دعم الحوثيين في اليمن. النظام الإيراني يحاول تصوير المحادثات على أنها “بناءة”، لكن الغموض الذي يكتنف التفاصيل يكشف عن مأزق استراتيجي، خاصة مع الضغوط الاقتصادية الداخلية وتهديدات ترامب العسكرية.

عباس عراقجي، رئيس الوفد الإيراني، أشار إلى “تفاهمات أولية”، متجنبًا الحديث عن ملفات حساسة مثل تخصيب اليورانيوم أو البرنامج الصاروخي. في المقابل، أكد ستيف ويتكاف، المبعوث الأمريكي، أن واشنطن لن تقبل أي تساهل، مشيرًا إلى إمكانية نقل مخزون اليورانيوم الإيراني إلى روسيا تحت إشراف دولي. هذا التصلب يعكس عزم الولايات المتحدة على تفكيك القدرات النووية الإيرانية بشكل نهائي.

داخليًا، يعاني النظام من انقسامات حادة. علي شمخاني، مستشار خامنئي، ألمح إلى تفويض كامل للوفد للتفاوض، بينما دعا حسين شريعتمداري، مدير صحيفة “كيهان”، إلى الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، مما يكشف عن حالة التخبط وسط الضغوط. خامنئي وضع خطوطًا حمراء تشمل رفض تدمير أجهزة الطرد المركزي، وقف التخصيب، أو مناقشة النفوذ الإقليمي، بما في ذلك دعم الحوثيين.

في اليمن، أصبح الحوثيون، الحلفاء الرئيسيون لإيران، وجهًا محتملاً للمصالحة في المفاوضات. الضغوط العسكرية والسياسية من التحالف العربي والمجتمع الدولي تضعف موقفهم، وقد تضطر إيران إلى تقليص دعمها لهم مقابل تخفيف العقوبات أو تسوية نووية. صفقة محتملة قد تشمل خفض المساعدات العسكرية للحوثيين، مما يفتح المجال لتهدئة في اليمن، لكن النظام يتردد في مناقشة هذا الملف علنًا، معتبرًا إياه جزءًا من سيادته الإقليمية.

تصريحات ترامب، التي أبقت الخيار العسكري مطروحًا، تزيد من تعقيد المشهد. النظام يواجه أزمة اقتصادية خانقة، حيث أدت العقوبات إلى انهيار قيمة الريال وتضخم أثر على المعيشة اليومية. الشعب الإيراني، المثقل بالفقر والقمع، يرى في هذه المفاوضات فرصة للتغيير، لكن غياب الشفافية يعزز شعوره بالإحباط.

إذا وافقت إيران على تقليص دعمها للحوثيين، فقد يؤدي ذلك إلى إضعافهم بشكل كبير، مما يتيح للقوى الدولية فرض تسوية سياسية في اليمن. هذا التنازل قد يكون الثمن الذي تدفعه طهران لتجنب تصعيد عسكري أمريكي أو انهيار اقتصادي داخلي. لكن تمسك النظام بشعاراته يجعل المفاوضات عالقة بين استعراض القوة وحتمية التنازل، وربما تكون هذه بداية نهاية النظام إذا استمرت الضغوط.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار