الغضب الشعبي في إيران: من الاحتجاجات المعيشية إلى دعوات الثورة

تعيش إيران حالة من الغليان الشعبي، حيث تتصاعد الاحتجاجات في مدن مثل طهران، الأهواز، شوش، أصفهان، كرمان، وورزنه، ضد سياسات النظام الإيراني التي أغرقت البلاد في الفقر والقمع. المتظاهرون، من عمال ومتقاعدين وتجار وفلاحين، ينددون بنهب الثروات، التضخم، والظلم الاجتماعي، فيما تتحول شعاراتهم من مطالب معيشية إلى هتافات تطالب بإسقاط النظام، مما ينذر بانفجار اجتماعي وشيك.
في طهران، تظاهر متقاعدو الضمان الاجتماعي أمام مبنى المنظمة، مطالبين بالإفراج عن العمال المعتقلين، وهتفوا: «العامل السجين… يجب أن يُحرر». موظفو مترو طهران احتجوا أيضًا، صارخين: «كفى وعوداً فارغة… موائدنا خالية!»، معبرين عن غضبهم من تأخر الرواتب. في سوق طهران، أغلق التجار محالهم احتجاجًا على تدخلات منظمة الأوقاف، وهتفوا: «مدّ اليد إلى السوق يعني اللعب برزق الناس!».
في الأهواز، احتج المتقاعدون أمام المحافظة، منددين بحكومة بزشكيان واتهامها بنهب حقوقهم، وهتفوا: «كلّ هذا الظلم، لم تشهده أمة من قبل!». في شوش، ردد المتقاعدون: «نحن جياع ومرهقون!»، مشيرين إلى معاشاتهم الضئيلة التي لا تكفي لسد الرمق. وفي كرمان، احتج متقاعدو الصلب على خلف الوعود الحكومية، بهتاف: «يا حكومة كاذبة، أين وعودك؟».
أصفهان شهدت تظاهرتين: إحداهما لعمال الصلب، والأخرى في ورزنه حيث احتج الفلاحون على اعتقال زملائهم المطالبين بحقوق المياه، منددين بمشاريع نقل المياه التي تخدم مؤسسات النظام على حسابهم.
الفقر يوحد هذه الاحتجاجات، حيث نهبت مؤسسات تابعة للولي الفقيه، مثل هيئة تنفيذ أمر خميني ومؤسسة المستضعفين، ثروات البلاد لتمويل الحروب الخارجية والبرامج النووية. المواطن الإيراني بات عاجزًا عن توفير الاحتياجات الأساسية، في ظل تضخم وانهيار اقتصادي.
على الصعيد الدولي، يواجه النظام ضغوطًا متزايدة في المفاوضات النووية مع أمريكا. الحوثيون في اليمن، حلفاء إيران، قد يصبحون وجهًا للمصالحة إذا اضطرت طهران لتقليص دعمها لهم مقابل تخفيف العقوبات. الضغوط على الحوثيين من التحالف العربي قد تجبر إيران على هذا التنازل، مما يضعف موقفهم ويفتح الباب لتسوية في اليمن.
هذه الاحتجاجات تتحول إلى حركة اجتماعية واسعة، تنادي بالتغيير الجذري. الشعارات في الشوارع تقرب إيران من انتفاضة شاملة، قد تكون نهاية النظام الذي يبدو عاجزًا عن احتواء الغضب الشعبي المتصاعد.