واشنطن وطهران: صدام حول التخصيب يهدد المفاوضات

مع اقتراب الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة في عمان، تتصاعد الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران حول تخصيب اليورانيوم، مُهددة مصداقية المفاوضات. التباينات الحادة بين موقف واشنطن الصلب وتمسك طهران بحقها السيادي تُعقد المشهد النووي.
واشنطن تشدد: لا تخصيب داخل إيران
أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في مقابلة نشرتها وزارة الخارجية، أن إدارة ترامب ملتزمة بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مُنددًا بالاتفاق النووي السابق لسماحه بالتخصيب ورفع العقوبات. دعا روبيو إيران إلى التخلي عن التخصيب داخليًا والاكتفاء باستيراد اليورانيوم المخصب لأغراض سلمية، كما تفعل دول أخرى. هذا الشرط يعكس استراتيجية أمريكية تهدف إلى تفكيك قدرات إيران النووية، لكنه يصطدم بموقف طهران الرافض لأي تنازل عن التخصيب. تصريحات روبيو تُعزز الضغوط على إيران، لكنها تثير تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق وسط هذه الخلافات العميقة.
طهران تتحدى: أنشطة سرية ورفض التفتيش
ردًا على الشروط الأمريكية، وصف عباس عراقچي، وزير خارجية إيران، موقف واشنطن بـ«المتضارب»، مؤكدًا أن التخصيب حق سيادي غير قابل للتنازل. مسؤول إيراني رفيع أضاف لـ«رويترز» أن «التخصيب بنسبة صفر بالمئة مرفوض تمامًا». تزامنًا، كشفت تقارير وكالة الطاقة الذرية عن بناء إيران أنفاقًا سرية قرب منشآت نووية، مع تقييد وصول المفتشين الدوليين. رافائيل غروسي، مدير الوكالة، أعرب عن قلقه من هذه الأنشطة، مشيرًا إلى أن إيران تتجاهل الشفافية المطلوبة. هذه التطورات، إلى جانب دعوة السناتور جون فترمن لضرب المنشآت النووية، تُفاقم التوترات وتُعزز الشكوك حول نوايا طهران، مُعرضة المفاوضات لخطر الفشل.
الخلافات الحادة والأنشطة السرية تُنذر بتصعيد إقليمي إذا فشلت الدبلوماسية.