سنتكوم تكثف ضرباتها ضد الحوثيين: استراتيجية أمريكية لردع التهديدات

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) عن تكثيف حملتها العسكرية ضد ميليشيا الحوثي في اليمن، بهدف استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر وتعزيز الردع الأمريكي. منذ مارس 2024، نفذت سنتكوم أكثر من 800 ضربة استهدفت مواقع الحوثيين، أسفرت عن مقتل المئات من مقاتليهم، بما في ذلك قادة بارزون في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة. هذه الضربات دمرت منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومرافق تصنيع الأسلحة المتقدمة، بالإضافة إلى مواقع تخزين صواريخ باليستية وصواريخ كروز مضادة للسفن وزوارق مسيرة. استخدمت سنتكوم معلومات استخباراتية دقيقة لضمان استهداف الميليشيا مع تقليل المخاطر على المدنيين، مما يعكس استراتيجية مدروسة لإضعاف قدرات الحوثيين دون تصعيد الخسائر المدنية.
تأثير الضربات على الحوثيين
أدت العمليات الأمريكية إلى تقليص وتيرة وفعالية هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، حيث انخفضت هجمات الصواريخ الباليستية بنسبة 69% وهجمات الطائرات المسيرة الانتحارية بنسبة 55%. كما دمرت الضربات قدرة ميناء رأس عيسى على استقبال الوقود، مما أثر على تمويل أنشطة الحوثيين التي تعتمد على ملايين الدولارات من عائدات الوقود. استهدفت الضربات أيضًا مواقع في صنعاء والحديدة ومأرب، بما في ذلك ست غارات على مديرية باجل وأربع على رأس عيسى، وسبع غارات على مأرب. هذه العمليات أضعفت قدرات الحوثيين العسكرية، لكن استمرار هجماتهم ضد السفن وحاملتي الطائرات الأمريكيتين “هاري ترومان” و”كارل فينسون” يظهر تحديات استمرار التهديد.
دور إيران والتحديات الإقليمية
تستمر إيران في تقديم الدعم للحوثيين بالأسلحة المتقدمة والتمويل، مما يتيح لهم مواصلة هجماتهم ضد الملاحة الدولية وإسرائيل منذ نوفمبر 2023 دعمًا للفلسطينيين في غزة. هذا الدعم يعقد جهود سنتكوم، حيث يعتمد الحوثيون على إمدادات إيرانية لتعويض خسائرهم. تعطيل التجارة العالمية بسبب هجمات الحوثيين دفع الولايات المتحدة إلى تبني نهج هجومي، بقيادة أوامر الرئيس دونالد ترامب في مارس 2024، الذي وعد بـ”القضاء الكامل” على قدرات الميليشيا. مع ذلك، استمرار الدعم الإيراني يشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق الاستقرار في المنطقة.
الخلاصة
تكثيف سنتكوم لضرباتها ضد الحوثيين في 2024 و2025 يعكس استراتيجية أمريكية لردع التهديدات واستعادة حرية الملاحة. الضربات، المدعومة بمعلومات استخباراتية دقيقة، أضعفت قدرات الحوثيين بنسبة كبيرة، لكن استمرار الدعم الإيراني يحافظ على تهديدهم. تحقيق الاستقرار يتطلب مواصلة الضغط العسكري والدبلوماسي على إيران والحوثيين، مع تعزيز التعاون الدولي لمراقبة الإمدادات ومنع تصعيد الصراع في البحر الأحمر.