انفجار بندر عباس.. بين أكاذيب النظام واستغلال المؤسسات الثورية

في كارثة جديدة تعكس فشل الإدارة الإيرانية، كشفت تحقيقات صحفية دولية أن الانفجار المدوّي الذي هز ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس يوم 26 أبريل 2025 كان في منشأة تابعة لمؤسسة “بنیاد مستضعفان”، الذراع الاقتصادية التابعة مباشرة لمكتب المرشد الأعلى علي خامنئي. وفقاً لتقرير لوكالة أسوشيتد برس، فإن المنشأة المُنفجرة كانت تخضع لعقوبات أمريكية منذ 2023 بسبب ارتباطها بالحرس الثوري، وتورطها في تمويل الأنشطة العسكرية للنظام.
تفاصيل الكارثة وتضارب الروايات
بينما حاولت السلطات الإيرانية تصوير الحادث على أنه “حادث صناعي عادي”، فإن وثائق داخلية وتسريبات من العاملين كشفت أن الميناء استقبل شحنة من بيركلورات الأمونيوم، وهي مادة شديدة الانفجار تُستخدم في وقود الصواريخ الباليستية. هذا ما نفته وزارة الدفاع الإيرانية بشكل قاطع، في حين أقر مسؤولون محليون بأن الشحنة دخلت البلاد عبر “إجراءات غير رسمية”، دون إخضاعها للتفتيش الجمركي.
التناقض الرسمي: من “أقدام الدجاج” إلى الغازات السامة
سقط النظام الإيراني في فخ تناقضات خطابية فاضحة:
وزارة الدفاع: نفت وجود أي مواد عسكرية، ووصفت الحادث بـ”الطارئ”.
شركة تطوير الموانئ: أكدت أن الانفجار نتج عن “مخالفات في تخزين مواد كيماوية”.
نائب بندر عباس البرلماني: ادعى أن الشحنة تحتوي على “مواد تجميل”!
في المقابل، نشر ناشطون محليون صوراً لسحب سوداء متصاعدة، بينما أُبلغ عن انتشار أعراض تنفسية حادة بين السكان، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إصدار تحذير من تلوث الهواء.
قمع المعلومات: نموذج متكرر
كرر النظام الإيراني سيناريو التعتيم المألوف:
منع وسائل الإعلام المحلية من تغطية الحدث.
اعتقال صحفيين حاولوا نقل شهادات المصابين.
حجب الإنترنت في المنطقة لأكثر من 72 ساعة.
ووفقاً لشهادة طبيب في مستشفى بندر عباس (رفض الكشف عن اسمه)، فإن عدد الجثث التي وصلت إلى المشرح تجاوز 100، بينما أعلنت السلطات رسمياً عن 70 قتيلاً فقط.
مؤسسة “المستضعفين”: واجهة اقتصادية للحرس الثوري
المؤسسة المتورطة في الحادث ليست مجرد كيان اقتصادي، بل هي جزء من شبكة معقدة تمول أنشطة النظام العسكرية:
مُنعت من التعامل المالي دولياً بقرار أمريكي عام 2023.
تدير شبكة من الشركات الوهمية لتهريب الوقود والنفط.
تشرف مباشرة على مشاريع تصنيع الصواريخ، وفق تقارير الأمم المتحدة.
خاتمة: النظام يُدفن شعبه تحت أنقاض فساده
انفجار بندر عباس ليس مجرد حادث، بل هو نتاج سياسة ممنهجة تقوم على التستر واستغلال مؤسسات الدولة لخدمة أجندات عسكرية. الكارثة كشفت مرة أخرى أن أولوية النظام ليست حماية المواطن، بل حماية مشاريعه التوسعية، حتى لو كان الثمن أرواح الإيرانيين.