تأجيل جولة روما النووية… المفاوضات بين إيران وأميركا في دائرة الغموض والضغوط المتبادلة

تأجلت الجولة الرابعة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، التي كان من المفترض عقدها في روما يوم السبت 3 مايو، وسط غموض يكتنف أسباب التأجيل وتوترات متزايدة بين الطرفين. وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، الذي يتولى الوساطة، أعلن عبر منصة “إكس” أن “لأسباب لوجستية، تم تأجيل الاجتماع المؤقت المقرر بين إيران والولايات المتحدة إلى موعد آخر”، مشيراً إلى أن التاريخ الجديد سيُعلن لاحقاً بعد التوافق.
مصادر إعلامية مثل “أكسیوس” نقلت عن ثلاثة مصادر أن الجولة الرابعة من المحادثات من المرجح أن تؤجل حتى الأسبوع المقبل، وأشارت إلى احتمال تأجيل لقاء وزير الخارجية الإيراني مع ممثلي بريطانيا وفرنسا وألمانيا. حتى الآن، لم يصدر أي توضيح رسمي من طهران أو واشنطن بشأن أسباب التأجيل، بينما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن التأجيل جاء باقتراح عماني.
وكالة “رويترز” نقلت عن مصدر مطلع أن الولايات المتحدة لم تؤكد مشاركتها رسمياً في الجولة الرابعة، وأن موعد ومكان الاجتماع لم يُحددا بعد بشكل نهائي. هذا الغموض يعكس حجم التحديات التي تواجه المفاوضات، خاصة في ظل استمرار الخلافات حول القضايا الجوهرية مثل برنامج إيران النووي والعقوبات الاقتصادية.
تزامن إعلان التأجيل مع تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن، بعد أن نشر وزير الدفاع الأميركي پيت هغست رسالة تحذيرية لإيران بشأن دعمها للحوثيين في اليمن، قائلاً: “نحن نرصد دعمكم القاتل للحوثيين… ستتحملون العواقب في الزمان والمكان اللذين نختارهما”. إعادة نشر هذه الرسالة من قبل الممثل الخاص للولايات المتحدة في المفاوضات مع إيران أثارت انتقادات في الأوساط الإيرانية.
الخلافات داخل الإدارة الأميركية نفسها تزيد المشهد تعقيداً، حيث أفادت تقارير إعلامية بوجود تباين في الرأي بين مسؤولين يؤيدون الدبلوماسية مثل جيدي فانس وستيف ویتكاف، وآخرين يتبنون نهجاً متشدداً مثل ماركو روبيو وپيت هغست. كما ترددت أنباء عن احتمال استقالة مستشار الأمن القومي مايكل والتز.
منذ بداية العام، عقدت إيران والولايات المتحدة ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة بوساطة عمانية، بهدف التوصل إلى اتفاق يمنع طهران من امتلاك السلاح النووي مقابل رفع العقوبات. لكن تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بعد الجولة الثالثة أكدت أن “الخلافات حول القضايا العامة والتفاصيل كبيرة”، ما يعكس صعوبة التوصل إلى اتفاق نهائي.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يكرر رغبته في حل دبلوماسي، لكنه يلوّح بأن “إيران إذا لم توافق على الاتفاق، ستواجه خيارات أخرى”. في ظل هذه الأجواء المتوترة، يبقى مستقبل المفاوضات النووية بين إيران وأميركا معلقاً بين الأمل في تسوية دبلوماسية والتخوف من تصعيد جديد قد يهدد استقرار المنطقة بأسرها.