ما الذي تخفيه مليشيات الحوثي عن انفجار مطار صنعاء؟

شهد محيط مطار صنعاء الدولي صباح اليوم انفجارًا عنيفًا، تسبب بحالة من الهلع في أوساط المسافرين، تزامنًا مع استعداد ركاب إحدى الرحلات المغادرة إلى العاصمة الأردنية عمّان للصعود إلى الطائرة، وسط تعتيم حوثي تام.
وتضاربت الأنباء بشان الانفجار الذي سُمع دويه في مناطق واسعة من العاصمة بين من رجّح أن يكون ناتجًا عن فشل ميليشيا الحوثي في إطلاق صاروخ من أحد المواقع العسكرية المجاورة للمطار، أو نتيجة لانفجار مخزن أسلحة وصواريخ تابع للجماعة في منطقة “صرف” بمديرية بني حشيش شمال شرق صنعاء.
لكن مصادر مطلعة أكدت لقناة “يمن شباب”، أن انفجارات وقعت في مستودع أسلحة تابع لمليشيا الحوثي، في منشأة تحت الأرض بين منطقتي “خشم البكرة” و”صرف”، مشيرة إلى أن الانفجار أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 40 مدنياً معظمهم نقلوا إلى المستشفى الجمهوري، وتدمير 10 منازل بشكل كامل.
وكانت الصفحة الرسمية للمستشفى الجمهوري بصنعاء على الفيسبوك أفادت بوصول مصابين جراء “قصف جوي”، قبل أن تقوم، بحذف المنشور، فيما نفت مصادر مطلعة وقوع أي غارات جوية خلال الساعات الماضية.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل مقطع فيديو يُظهر تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان وتطاير قذائف صاروخية، من موقع الانفجار، في حين تحدثت مصادر محلية عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين وأضرار مادية جسيمة في منازل المواطنين المجاورة للمخزن الذي يُعتقد أنه يحتوي على صواريخ ومواد شديدة الانفجار.
بدوره ذكر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، أن الانفجار نجم عن فشل الميليشيا الحوثية في إطلاق أحد الصواريخ من محيط مطار صنعاء، مشيرًا إلى أن المليشيا اعتادت عسكرة الأحياء السكنية والمنشآت المدنية، في تحدٍ سافر للقانون الدولي الإنساني، مما يعرض حياة المدنيين للخطر ويجعلهم دروعًا بشرية.
بالتزامن مع الحادثة، واصلت مليشيا الحوثي فرض تعتيم إعلامي مشدد على موقع الانفجار ومحيطه، إذ تحظر بشكل صارم على وسائل الإعلام والمواطنين تصوير أو تناول تفاصيل المواقع التي تشهد انفجارات أو سقوط صواريخ، وتمنع النشر عنها في وسائل التواصل.
وقد سبق للمليشيا أن اعتقلت مواطنين في صنعاء ومناطق أخرى، لمجرد قيامهم بتوثيق مواقع انفجرت فيها صواريخ أو ذخائر تابعة لها، في محاولة دائمة لإخفاء فشلها العسكري، وتفادي أي مساءلة شعبية أو إعلامية.
وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الحوادث المشابهة التي شهدتها العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، نتيجة الإطلاق العشوائي أو الفاشل لصواريخ ومقذوفات حوثية، كان أبرزها سقوط صاروخ في سوق فروة وسقوط شظايا في مناطق آهلة بالسكان في المحويت وهمدان.
وطالب ناشطون حقوقيون بفتح تحقيق دولي في الانفجار وتوثيق الجرائم الناتجة عن عسكرة الميليشيا للمناطق المدنية، محذرين من استمرار تكرار الكارثة في ظل التعتيم الإعلامي والاعتقالات التي تطال السكان المعترضين.