ساحة حرة

الأستاذ القدير محسن سعيد عبدالله العطوي شخصية تربوية متميزة تجسد فيها العطاء التربوي والنضال الوطني

«شخصيات تربوية يتناولها منتدى القارة التربوي بمحافظة أبين»

بقلم / الأستاذ طاهرحنش أحمد السعبدي
19 مارس 2023م

الأستاذ القدير محسن سعيد عبدالله العطوي من مواليد عام 1958م في منطقة العلاة سرار يافع محافظة أبين. التحق بالمدرسة الابتدائية للتعليم النظامي في مدرسة سرار المقيصره بعد الاستقلال الوطني عام 1967م مباشرةً واستمر فيها حتى أكمل المرحله الابتدائية في العام الدراسي 1973/1972م وكان من ضمن أول الطلاب الذين جلسوا للامتحان التجريبي والوزاري في المدرسة لإكمال المرحلة التعليمية الابتدائية نظام ست سنوات بعد أن انتقلت دفعتين قبلهم من هذه المدرسة لمواصلة دراسة الصف السادس خارج المدرسة بحكم عدم وجود مدرسة إعدادية بالمنطقه في تلك الفترة، فقد  انتقلت هذه الدفعة مع طلاب مدرستي الشعلة رخمة والمنصورة الرباط إلى عاصمة المديرية الغربية لبعوس سابقاً  ليلتحقوا في إعدادية الشهيد عبدالرحمن قحطان قرية الهجر للدراسة والسكن بالقسم الداخلي، وبعد أن أكملوا السنة أولى إعدادي في العام الدراسي 1974/1973م واستكمال بناء إعدادية رصد وقسمها الداخلي لإيواء الطلاب تم إعادة تلك الدفعة من الطلاب لمواصلة الدراسة في الصف الثاني إعدادي في إعدادية الشهيد سالم صالح محمد حديثة التأسيس، ولكن بحكم ظروفه المعيشية لم يتمكن من مواصلة الدراسة الأمر الذي دفعه للتوظيف بالسلك التربوي والتعليمي بتاريخ 24/ 11/ 1975م وكانت محطة عمله الأولى في مدرسة الخط الأحمر نجد أسحيل الرفقة قسم الشعب التي تم تسميتها فيما بعد باسم مدرسة الشهيد علي سعيد مجموع، وكان يديرها انذاك الأستاذ أحمد فضل علي وكانت تتكون وضعيتها من الصف الثاني إلى الصف الخامس ابتدائي بعدد طلاب 70 طالب و 29 طالبة، وتم تعيين الأستاذ محسن سعيد مساعداً للمدير، وكان يتصف بالمواظبة والالتزام وكان نشيطاً ومساهماً بالأعمال الجماهيرية والحراسات الليلية وتدريس محو الأمية، وتحصل على التكريم من قبل التربية بذلك العام بشهادة تحمل شعار الضبط الإداري.

التحق بأول دورة تدريبية لمناهج السلم التعليمي الجديد طريقة ومادة للمدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية لتدريس الصف الخامس، وفي نهاية عام 1977م  انتقل الأستاذ محسن إلى مدرسة طسة بسباح بهدف تغطية النقص من المعلمين بالمدرسة إلا أنه لم يستمر طويلاً حيث تم تحويله مطلع الفصل الثاني إلى مدرسة العمري بناءً على طلبه، وفي العام الدراسي 1978م انتقل إلى مدرسة الطلائع الثورية سرار بالقرب من سكنه وتم ترتيبه في مدرسة المقيصرة، ليشغل في المدرسة نائباً للمدير بناء على قرار هيئة التدريس بالمدرسة المنعقد بتاريخ 21/ 11/ 1978م وموافقة مشرف التعليم.

انتقل في العام الدراسي 1981/ 1982م إلى مدرسة الصفأه أثناء إدارة المدرسة من قبل الأستاذ علوي حسين قاسم، وكانت وضعيتها تتكون من الصف الأول إلى الصف الثامن موحدة بعدد طلاب 156 طالب فقط، وعمل خلال فترة عمله بالمدرسة مرشداً للفرقة الطلائعية ورئيس الدائرة الأيديولوجية للشباب وتم تكريمه من قبل المدرسة والمركز ومن الجهات الحكومية، وكان يحظى بتقدير واحترام الأهالي والطلاب والمعلمين بالمنطقه، وفي مطلع العام الدراسي 1983م انتقل إلى مدرسة الرفقة في نجد أسحيل للمرة الثانية وقد صادف ذلك قيام الحملة الوطنية الشاملة لمحو الأمية وتعليم الكبار على مستوى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتم تعيينه مديراً لها، وكانت وضعيتها تتكون من الصفوف الأول والثاني والرابع والسادس فقط بعدد طلاب 94 طالب ذكور، وكان يشغل موجها لخلايا محو الأمية بعدد من مناطق السعدي، وتحصل على تكريم من محافظ أبين محمد علي أحمد بهذا النشاط الذي كان يقوم به، إلا أنه لم يستمر طويلاً بهذه المدرسة حيث عاد في عام 1985م إلى مدرسة الصفأة ليشغل وظيفة مدير ومعلم بالمدرسة ومرشداً لفرقة الطلائع وساهم بتدريس محو الأمية، وكان مشاركاً في تأسيس نادي الصفأة، وتم انتخابه في لجنة المركز ممثل للطلائع في اتحاد الشباب الاشتراكي اليمني.

نظم الأستاذ محسن عدة مسابقات وانشطة مدرسية لمدرسة الصفأة مع عدد من المدارس، وكانت فرقة الطلائع لمدرسة الصفأه نموذجاً وتحصلت على تكريم من الجهات بتلك الفترة واستمر يعمل في مدرسة الصفأة حتى نهاية عام 1988م، وفي عام 1989م انتقل مرة أخرى إلى مدرسة الشهيد محمد عبد عبدالله المقيصرة سرار  بدرجة مدير لكنه استمر معلماً للصفوف الخامس والسادس موحدة ومشاركاً في العديد من الأنشطة التي تقيمها المدرسة إضافة إلى تدريس محو الأمية والمشاركة في الحراسات وغيرها من الأعمال الجماهيرية بالمنطقه.

اشترك في كثير من الدورات التربوية الصغيرة تدريب ميداني مصغر، وشارك في الاحتياط العام والمخيمات الصيفية للطلائع كما أشرف على بعض المخيمات وتم انتخابه رئيساً للجنة النقابية للمهن التعليمية في سرار، وتحصل على عدد من الشهادات التقديرية ورسائل الشكر من الجهات التربوية والحكومية من المديرية والمحافظة والأندية الشبابية، وتحصل على تكريم مركزي من قطاع المناهج والتوجيه وتكريم مركزي بيوم العلم والمعلم في صنعاء لعام 2007/2006م إلا أنه رفض استلام شهادة تكريم تحمل شعار الشمس وهو شعار حزب الإصلاح كما عرفنا منه.

استمر الأستاذ محسن سعيد في عمله التدريسي والتربوي حتى أحيل للمعاش التقاعدي في عام 2010م بعد بلوغه أجل الخدمة في العمل التربوي 35 عام، وحُرم مثل زملاءه التربويين من استرتيجية الأجور والعلاوات السنوية والتسويات حيث يتقاضى حالياً راتب شهري 98000 ريال وهذا الراتب لا يتناسب مع ما قدم من خدمات جليلة بالسلك التربوي والتعليمي، وفوق هذا وذاك فأنه لايزال نشيطاً مخلصاً ووفيا للوطن مساهماً بكل الفعاليات بالمنطقة ولايزال يعمل عضواً بالحراك السلمي الجنوبي، ورئيس المجلس الإنتقالي مركز المقيصرة سرار وعضو القيادة المحلية واللجنة الإعلامية للفريق الأهلي سرار ولازال يمتلك طاقات نضالية آملاً تحقيق استعادة الدولة الجنوبية حلمه الوحيد.
ربنا يعطيه الصحة والعافية والعمر المديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار