أخبار محلية

سيول اليمن تعمق مواجع النازحين بسبب الحرب

توفيق الشنواح – اندبندنت:

ما إن تهدأ جبهات القتال في اليمن مانحة الناس أملاً في عودة الأمن والسلام، حتى تحاصرهم كوارث السيول التي تشهدها البلاد بفعل التغير المناخي والحالة الماطرة الممتدة منذ أسبوعين لتضاعف من مآسيهم المركبة.

فعقب ساعات من سقوط ضحايا وتهدم عدد من المنازل وجرف مزارع الممتلكات العامة والخاصة، وجهت الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين “نداء استغاثة عاجلاً إلى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والهيئات الإغاثية المحلية والإقليمية والدولية، بسرعة التدخل الطارئ لإغاثة المتضررين وتوفير حاجاتهم الأساسية من المأوى والمواد الغذائية والإيوائية الضرورية لهم”.

وفي خضم هذه الأزمات الطبيعية يشهد اليمن حرباً بدأت عقب انقلاب الحوثيين في عام 2014، وأسفرت عن مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وفق الأمم المتحدة، فيما لا توجد إحصائية حديثة حول إجمالي الضحايا.

في العراء

في إيضاح عن حجم الأضرار يفيد نائب مدير الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين خالد الشجني أن مئات الأسر باتت تحاط بالماء بسبب الأمطار والسيول التي تشهدها البلاد منذ أيام عدة، بسبب رداءة الخيام المستخدمة لإيواء النازحين وجرف ما تيسر لديهم من مواد غذائية ضرورية.

وأوضح خلال حديثه لـ”اندبندنت عربية” أن آلاف الأسر النازحة في محافظة مأرب تعيش في مساكن طارئة كالخيام والعشش الموقتة التي لا تحتمل الظروف القاسية وتتضرر باستمرار في مواسم الأمطار والتقلبات المناخية.

​​​​​تضرر الخيام المستخدمة لإيواء النازحين (مواقع التواصل الاجتماعي)

ووفقاً للأمم المتحدة يعاني النازحون البالغ عددهم أكثر من 4.3 مليون شخص في اليمن عموماً ومأرب خصوصاً وضعاً إنسانياً صعباً للغاية، جراء حالات التشرد التي يعيشونها منذ أعوام الحرب ووسط تراجع الدعم المقدم من المنظمات الإغاثية، وكذلك نتيجة تقلبات الطقس بين الحر الشديد والرياح العاتية والأمطار الغزيرة والسيول.

لا مجيب

عن مدى الاستجابة يؤكد الشجني أنها ضعيفة إن لم تكن منعدمة، عدا بعض المساعدات البسيطة التي قدمتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مع تردي الوضع الإنساني لأغلب الأسر النازحة في مأرب، وبلغ مرحلة حرجة تتطلب تضافر جهود جميع شركاء العمل الإنساني في المحافظة والمانحين والمنظمات الدولية لإغاثتهم والتخفيف من معاناتهم وتأمين أهم حاجاتهم.

وتحتضن محافظة مأرب ما يزيد على 60 في المئة من إجمالي النازحين باليمن، البالغ عددهم نحو 4.3 مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

من صور المأساة

وفي مشهد يضاف إلى مشاهد الحزن التي لم تغادر البلد المنكوب بالحرب والأوبئة تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر بعض الأسر المتضررة في مخيمات النازحين جراء السيول، وصوراً للأضرار التي لحقت بالممتلكات والطرقات.

الأضرار التي لحقت بالممتلكات والطرقات​​​​​​​​​​​​​​ (مواقع التواصل الاجتماعي)

تواصلت الأمطار الغزيرة على معظم المحافظات اليمنية خلال الأسبوع الماضي، مما تسبب في خسائر بشرية ومادية جراء السيول التي جرفت مخيمات النازحين والمزارع.

ضحايا السبيل

في غضون ذلك توفي أربعة شبان جراء جرف السيول سيارة كانوا يستقلونها وسط وادي “خورة” بمديرية “مرخة” السفلى بمحافظة شبوة.

وقال سكان محليون من أبناء وادي خورة إن مياه السيول جرفت سيارة هايلوكس رباعية الدفع في منطقة أرض المحمدين أعلى وادي خورة، وعلى متنها أربعة شبان عابري سبيل.

وأضاف السكان أنه تم العثور على جثث الشبان الأربعة الذين جرفتهم السيول في مواقع مختلفة من الوادي الجمعة الماضية.

بسبب قطع ميليشيات الحوثي الطرقات الرئيسة واستخدامها في عملياتها العسكرية، يلجأ المسافرون والأهالي إلى سلوك طريق خورة الفرعي مع محافظة البيضاء على رغم وعورته من وإلى المحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ سنوات.

النزوح وراء النزوح

وفي نداء الاستغاثة الذي أطلقته كشفت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب في بيان، عن تضرر أكثر من تسعة آلاف أسرة نازحة جراء الأمطار الغزيرة والسيول المصحوبة برياح شديدة التي شهدتها المحافظة خلال الأيام العشرة الماضية.

جاء ذلك في تقرير أولي للوحدة التنفيذية عن أضرار الأمطار والسيول في مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، بحسب ما نشرته وكالة “سبأ” الرسمية.

وذكر التقرير أن “إجمالي الأسر النازحة المتضررة من الأمطار والسيول التي شهدتها محافظة مأرب منذ 13 مارس الجاري بلغ 912 أسرة متضررة، منها 273 أسرة تضررت بشكل كلي و8847 أسرة تضررت بشكل جزئي”.

وتعد محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز أكبر تجمع للنازحين الفارين من مناطق المواجهات المسلحة في اليمن، إذ تؤوي أكثر من 2.2 مليون نازح، يمثلون 60 في المئة من النازحين داخلياً في 197 مخيماً بمدينة مأرب ومديرية الوادي المجاورة لها، بحسب الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين الحكومية.

مدينة تحت الماء

وأدى استمرار هطول الأمطار الغزيرة في محافظة حضرموت (شرق اليمن)، إلى تدفق السيول الجارفة في مدينة الشحر، وغرق شوارعها ومحاصرة المنازل التي تضرر بعضها جزئياً وكلياً.

وأظهرت الصور التي تداولها ناشطون في مواقع التواصل غرق عدد من شوارع مدينة الشحر والسيارات بسيول الأمطار التي حاصرت منازل المواطنين.

وتدفقت مياه سيول الأمطار الغزيرة من وادي عرف في مرتفعات الشحر بساحل حضرموت.

مع بلاغات المواطنين

وإزاء تطورات الحالة الماطرة في حضرموت، وجه محافظها مبخوت مبارك بن ماضي بسرعة معالجة أضرار مخلفات الأمطار والسيول التي شهدتها المحافظة والتفاعل مع بلاغات المواطنين.

وشدد المحافظ خلال لقائه الجمعة لجنة الطوارئ على تفعيل خطة عمل الطوارئ، وسرعة فتح الطرق المغلقة وشفط المياه الراكدة وإزالة المياه المتراكمة عند أي منازل.

إجراء رسمي

على صعيد الإجراءات المركزية وجه وزير الأشغال العامة والطرق سالم الحريزي صندوق صيانة الطرق بالتدخل الفوري لإصلاح الأضرار التي لحقت بالطرق في محافظات الضالع وحضرموت والمهرة وشبوة، إثر سيول الأمطار الناجمة عن المنخفض الجوي.

وتضمنت توجيهات الحريزي اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تأثر البنية التحتية في المحافظات المتضررة، وكذا مباشرة جهود فتح الطرق لتسهيل الحركة المرورية والتنقل وبخاصة الطرق الشريانية الرابطة بين المحافظات المتضررة والمحافظات الأخرى والطرق الدولية الرابطة بين اليمن ودول الجوار.

وتتوقع الأرصاد الجوية اليمنية استمرار هطول الأمطار في محافظات يمنية عدة، محذرة المواطنين من الوجود في بطون الأودية ومجاري السيول.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار