أخبار محلية

ممثل برنامج الغذاء العالمي: تمويلنا يغطي ربع حاجة اليمنيين إلى الغذاء

#سما_عدن_الإخبارية متابعات

كشف ممثل برنامج الغذاء العالمي في اليمن ريتشارد راجان، في مقابلة مع “العربي الجديد”، عن الحاجة إلى 2.9 مليار دولار لتغطية المساعدات الإنسانية المخصصة لـ13.5 مليون شخص خلال العام الجاري، وأنشطة أخرى تشمل 6 ملايين شخص آخرين، مثل المساعدة الغذائية المنقذة للحياة، والمساعدة الأساسية للنساء والأطفال، والتغذية في المدارس.

وقال راجان، خلال زيارة قام بها إلى العاصمة القطرية الدوحة، إن التمويل المتاح في الوقت الحالي يغطي 27 في المائة فقط من احتياجات البرنامج في اليمن حتى نهاية العام، ولمواجهة هذا النقص في التمويل، جرى تقليل تواتر الحصص الغذائية وحجمها؛ إذ باتت الحصص الغذائية بعد التخفيض تعادل 65 في المائة من سلة الغذاء القياسية.

ويوضح المسؤول الأممي أن برنامج الأغذية العالمي أنفق في اليمن أكثر من 1.3 مليار دولار خلال عام 2022، وعلى الرغم من الدعم السخي الذي يقدمه المانحون، لا يزال توزيع المساعدات يتعثر بسبب انخفاض التمويل وارتفاع أسعار الغذاء والوقود العالمية، وزيادة التكاليف التشغيلية.

ووفق الأمم المتحدة، تشهد اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج حوالي 23,7 مليون شخص إلى مساعدة إنسانية، بمن فيهم حوالي 13 مليون طفل، وبعد سنوات من النزاع، باتت الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية على حافة الهاوية.

> تتزايد الاحتياجات الإنسانية في اليمن في مقابل تراجع حجم التمويل، هل تشعرون بالقلق بهذا الشأن؟

تشهد اليمن سلاماً نسبياً في الوقت الحالي، ما يمنحنا فرصة للتأثير الإيجابي على حياة اليمنيين عبر مناحي تتخطى تقديم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة. سنواظب على تزويد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الحاد (المرحلتين الرابعة والخامسة من التصنيف الدولي المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) بالمساعدة الغذائية التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة، وهؤلاء يبلغ مجموعهم نحو 8 ملايين في جميع أنحاء البلاد، وسنركز على منح السكان الأكثر استقراراً (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) حلولاً طويلة المدى، مثل برامج اكتساب سبل العيش، وبناء القدرة على الصمود.

> راجان: على المجتمع الدولي ألا ينتظر وقوع اليمن فريسة المجاعة

ساعدنا دعم المانحين حتى الآن على وقاية السكان الأكثر ضعفاً واحتياجاً في اليمن من الانزلاق إلى مستويات كارثية من الجوع، ونجح برنامج الأغذية العالمي بهذا الدعم في تفادي المجاعة، ونعتمد على مشاركتهم المستمرة في تقديم المساعدات لليمن، حتى الوصول إلى مرحلة الاعتماد على الذات. لكن انخفاض التمويل مقارنة مع الاحتياجات العالمية المتزايدة سيزيد من صعوبة الحفاظ على المستويات الحالية من المساعدات. كان للهدنة، التي استمرت ستة أشهر في عام 2022، دور كبير في تحسن الوضع الإنساني، وإن كان التحسن نسبياً، ما يبرهن على أهمية السلام، وضرورة إنهاء الصراعات طويلة الأمد كسبيل لإنهاء المعاناة الإنسانية.

> كم عدد اليمنين الذين يحصلون على مساعدات غذائية حالياً، وهل يعيش سكان اليمن مجاعة في الوقت الحالي؟

يقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية عامة تشمل حصصاً تتكون من دقيق القمح المقوى وزيت الطهي المدعم والبقول لنحو 13.5 مليون شخص في اليمن، بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة أخرى تشمل التغذية، والتغذية في المدراس، وسبل العيش، وتشمل هذه الأنشطة ما يقارب 6 ملايين شخص آخرين.

تمكن برنامج الأغذية العالمي بمساعدة ودعم المانحين من تفادي حدوث مجاعة في اليمن، وأظهر التحليل الجديد للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن 162 ألف شخص كانوا يعيشون على شفا المجاعة أصبحوا الآن خارج دائرة الخطر، كما انخفضت الأعداد في المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى الصفر. على المجتمع الدولي ألا يقف مكتوف الأيدي منتظراً أن يقع اليمن فريسة المجاعة، فموت الناس لا يبدأ بإعلان المجاعة، وإنما زيادة أعداد الوفيات تدق ناقوس الخطر قبل إعلان المجاعة.

> ما هو حجم المساعدات التي تلقاها البرنامج عام 2022 من المانحين الدوليين وهل كانت كافية؟

أنفق برنامج الأغذية العالمي في اليمن أكثر من 1.3 مليار دولار في عام 2022. وعلى الرغم من الدعم السخي الذي يقدمه المانحون، ما زالت عملية المساعدات تتعثر أمام انخفاض التمويل وسط تضخم أسعار الغذاء والوقود العالمية، وزيادة الاحتياجات والتكاليف التشغيلية مقارنة بالسنوات السابقة.

> راجان: 13 مليون طفل يمني يحتاجون إلى مساعدة إنسانية

وقد نفذ البرنامج، قدر الإمكان، استراتيجيات لتحديد الأولويات من أجل ضمان استمرار وصول المساعدة إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها. ومع ذلك، ما زال برنامج الأغذية العالمي مضطراً إلى تقليل الحصص الغذائية المقدمة إلى السكان الأكثر ضعفاً واحتياجاً في جميع أنحاء اليمن، وخفض عدد الأشخاص المستفيدين من برامج التغذية في المدارس، وتوزيع المواد الغذائية، والأنشطة الخاصة ببناء القدرة على الصمود وسبل العيش.

> ما هي أبرز الدول المانحة لبرنامج الغذاء العالمي في اليمن، وكم تبلغ مساهماتها المالية؟

الولايات المتحدة وألمانيا أكبر الدول المانحة لعمليات برنامج الأغذية العالمي في اليمن، إذ قدمتا نحو ثلاثة أرباع المساهمات التي تلقيناها في عام 2022، كما تلقى البرنامج دعماً تمويلياً كبيراً من المفوضية الأوروبية، ومن المملكة المتحدة والسويد وكندا. في العموم، كثّف معظم المانحين تمويلهم لليمن في عام 2022 نتيجة العواقب الوخيمة للحرب الأوكرانية”.

> ماذا عن الدعم والمساهمة القطرية للبرنامج؟

قدمت قطر دعماً سخياً بقيمة 90 مليون دولار لعمليات برنامج الأغذية العالمي في اليمن في آواخر عام 2021، وأسهم هذا الدعم في إيصال المساعدات الغذائية إلى 8.9 ملايين شخص محتاج، وتوفير العلاج والوقاية من سوء التغذية لنحو 500 ألف طفل وامرأة حامل أو مرضع، فضلاً عن دعم الخدمات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة. تربطنا شراكة وطيدة مع قطر، وكان لهذه الشراكة تأثير كبير على عملياتنا الإنسانية في اليمن، إذ أسهمت في إنقاذ ملايين الأرواح، ويتطلع برنامج الأغذية العالمي إلى مواصلة هذه الشراكة وتعميقها في عام 2023 وما بعده.

> كيف تقدر حجم المنح والمساهمات المالية التي تحتاجونها لتغطية الاحتياجات الغذائية للشعب اليمني سنوياً؟

يحتاج برنامج الأغذية في عام 2023 إلى 2.9 مليار دولار لتغطية احتياجات برنامجنا للتوزيع الغذائي العام، أي الحصص الغذائية المقدمة لـ13.5 مليون شخص، وكذلك بقية أنشطتنا في البلاد التي تغطي 6 ملايين شخص آخرين، وتشمل هذه الأنشطة المساعدة الغذائية المنقذة للحياة، والمساعدة الغذائية الأساسية للنساء والأطفال، والتغذية في المدارس، والغذاء مقابل الأصول، والغذاء مقابل التدريب، وبرامج سبل العيش والقدرة على الصمود.

في الوقت الحالي، يغطي التمويل المتاح 27 في المائة من حاجتنا في اليمن حتى نهاية العام، ولمواجهة هذا النقص في التمويل، اضطررنا إلى تقليل تواتر الحصص الغذائية وحجمها؛ إذ باتت الحصص الغذائية المخفضة تعادل 65 في المائة من حجم سلة الغذاء القياسية.

> يستورد اليمن 90 في المائة من الغذاء. فهل ساهمت الحرب الروسية على أوكرانيا في تعميق أزمة الجوع؟

تسبب الصراع في أوكرانيا باضطراباتٍ في أسواق الغذاء والطاقة العالمية، وأدى الارتفاع الشديد في أسعار الغذاء والوقود إلى تعرض الملايين لخطر الجوع، إذ أصبحت تكاليف وجبة أساسية أعلى من أن تتحملها كثير من الأسر. قبل بداية الأزمة الأوكرانية، تسببت جائحة كوفيد-19 والكوارث الطبيعية في حدوث اضطرابات في سلاسل التوريد، وبالتالي زيادة أسعار الغذاء والوقود. رغم انخفاض أسعار المواد الغذائية عالمياً بشكل طفيف خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنها لا تزال عند أعلى مستوى لها منذ 10 سنوات، ونظراً لاعتماد اليمن الكبير على واردات الحبوب الغذائية، لا سيما من دول حوض البحر الأسود، فإن اليمن أكثر عرضة لتقلبات أسعار الغذاء العالمية، واضطرابات سلاسل التوريد.

> كيف تتعامل السلطات اليمنية مع البرنامج، سواء الحكومة المعترف بها دولياً أو جماعة الحوثي، وهل ثمة عقبات تواجهكم في توصيل الغذاء إلى جميع اليمنيين؟

ينسق برنامج الأغذية العالمي بشكل دوري مع السلطات في شمال وجنوب اليمن بغية ضمان وصول المساعدات الغذائية إلى الأسر الأكثر ضعفاً بشكل آمن، ونقل المواد الغذائية إلى داخل اليمن وحولها بسلاسة، ومن دون معوقات، ويحرص البرنامج على لقاءات متكررة مع السلطات، بشكل مباشر أو عبر أي طرق أخرى، بما في ذلك المجموعات الإنسانية، وتحت رعاية منسق الشؤون الإنسانية؛ وهو المسؤول الأول للأمم المتحدة في اليمن. لكن البرنامج يواجه باستمرار تحديات متعددة تتمثل في تأخير الوصول نتيجة الإجراءات البيروقراطية، والتدخل في عملياته من قبل مختلف أصحاب المصلحة، ما يشكل خطراً على إيصال المساعدة الإنسانية في الوقت المناسب إلى المحتاجين، لكننا ننجح غالباً في تجاوز هذه التحديات.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار