ان المشهد بالعاصمة عدن، في ٤ مايو من العام الجاري ٢٠٢٤ م ليس كما قبله حيث اختلف بكثير عن السنوات الماضية الذي كان يحظى فيها المجلس الانتقالي بزخم جماهيري وشعبي كبيرين ، ففي يوم امس السبت ٤ مايو تراجعت شعبية الإنتقالي في ذكرى تاسيسه السابعة وبات المشهد فيه شبه خالٍ من النشاطات والفعاليات الشعبية التي ظل الانتقالي ينظمها منذ بعد تشكيله مطلع مايو/ أيار من العام ٢٠١٧م.
وبحسب المراقبون الذين اكدوا ان نشاطات المجلس الانتقالي الأخيرة، انحصرت بتقاسم الحقائب الحكومية وبناء ارصدتهم في حسابات بنكية خاصة و ترتيبات للبيت الداخلي للمجلس إضافة لإنشاء هيئات ودوائر ولجان، وهي خطوات لم تلقَ أي أصداءٍ لدى الشارع الجنوبي، فضلاً عن كونها غير مؤثرة فعلياً على أرض الواقع.
وقال المراقبون ان المجلس الانتقالي الجنوبي يتآكل شعبياً، نتيجة كون قراراه رهيناً للاحزاب اليمنية وفي مقدمتها الإشتراكي والرابطة وحزب المؤتمر ومؤخراً اعلن شراكته مع حزب الإصلاح (جماعة الإخوان فرع اليمن ) في تاسيس تكتل وطني موحد تحت إشراف الحكومة الشرعية ، تنفيذاً لقرارات خارجية وليس لقرارات شعب الجنوب الذي فرضه في ٤ مايو ٢٠١٧ ، فمن الطبيعي أن يزداد الانتقالي عزلةً خصوصاً بعد فشله في توفير الخدمات للمواطنين باعتباره شريك فاعل في الحكومة ويشغل قيادات بارزة فيه وزراء في الحكومة منها وزارة الكهرباء المحسوبة على المجلس الانتقالي واللجنة العليا للموارد بالجمهورية .
واكدوا أن المواطن لم يرَ أي إنجازات ونجاحات جذرية للمجلس الانتقالي الجنوبي منذ تشكيله في ٤ مايو ٢٠١٧م بعد تحرير المقاومة الجنوبية العاصمة عدن ومحافظات الجنوب من مليشيات الحوثي ”ذراع إيران باليمن“ مؤكدين إن المواطنين رغم علمهم بوجود فساد في الحكومة الشرعية وأضعافه في قيادات الانتقالي والمسؤولين المحسوبين عليه؛ الأمر الذي جعلهم يتجهون لإعلان هيئات واصدار قرارات ترقيات لجنود وضباط المجلس بهدف لملمة فضيحة فشلهم بعد مقاطعة ابناء الجنوب لمهرجان مجلسهم الإنتقالي بذكرى تأسيسه السابعة.
*استطلاع الرأي*
واجرى الصحفي والكاتب الجنوبي صلاح السقلدي استطلاع رأي الجنوبيين على صفحته الرسمية بالفيسبوك وكانت نتيجتها سلبية للانتقالي كما اجرى الصحفي فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة عدن الغد استطلاع الراي على صفحته بالفيسبوك حول الذكرى السابعة لتاسيس المجلس الانتقالي وهل كان كيان سياسي ناجح ام فاشل ؟ فكانت النتيجة جميعها 80% من الاصوات بانه كيان طءطط( فاشل)
وعلق الكاتب والصحفي صلاح السقلدي على نتائج التصويت بصفحته الرسمية حول فشل المجلس الانتقالي الجنوبي قائلاً : يبدو من نظرة شاملة من هذا الاستطلاع أن الأكثرية من الجنوبيين أصبحوا يتبرمون من الأوضاع التي وصلت إليها البلاد في الجنوب، ومن بعض سياسات المجلس الانتقالي بشأن وضع القضية الجنوبية وموضوع توفير الخدمات وتردي الحالة المعيشية ،والاقتصادية برمتها، ومن التجاوزات والعشوائية والمحسوبية التي يرتكبها بعض نشطاء وقيادات المجلس، والتي للاسف تقيد بالتالي على المجلس كله.
واشار السقلدي الى ان هذا الاستطلاع -على محدوديته وبساطته، وغيرها من استطلاعات الرأي التي تكون نتيجتها سلبية للانتقالي -يجب أن ينظر إليها المجلس بجدية من أن ثمة سخط شعبي ونخبوي حاصل بالفعل، لا يمكن التعامي عنه. سخط من وضع سيء، يستحق التوقف عنده وجعله ناقوس تنبيه،خصوصا وأن معظم من صوتوا سلبا بهذا الاستطلاع واختاروا الخيار رقم ٢ هم بالأصل حريصون على إيجاد حلاً عادلا للقضية الجنوبية ومؤيدون للانتقالي من ناحية المبدأ، وليس لهم حسابات ومصالح خاصة أو ضغينة معه، وانطلقوا بطرح رأيهم هذا من حرص لا من تشهير ،قد ربما شيء من الإحباط تملكهم لكنه العتاب الإيجابي الذي يجب أن يوصل للمعنيين بالأمر في الانتقالي، فقد طفح الكيل في نظرهم، ولم يبق في قوس الصبر منزع.
*الانتقالي يفشل بالسيطرة على حضرموت*
من جهتها امتنعت محافظة حضرموت تزويد محطات كهرباء عدن بالوقود وفقاً لتوجيهات اللواء فرج البحسني نائب رئيس المجلس الانتقالي الذي طلب من محافظ حضرموت وقف تزويد محطات عدن بالوقود
وبحسب وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي التي اكدت اشتراط سلطة حضرموت دفع الانتقالي قيمة الوقود الذي سيتم إرساله إلى عدن التي تشهد احتجاجات شعبية منددة بانهيار الخدمات، وعلى رأسها الكهرباء التي تعاني نفاد الوقود.
ويرى مراقبون إن قيام سلطة حضرموت بقطع الوقود على عدن يدل على فقدان المجلس الانتقالي الجنوبي السيطرة على حضرموت بعد مقاطعة نواب الانتقالي المنتمين إليها حضورهم فعالية الذكرى السابعة لتاسيس المجلس الانتقالي الجنوبي وفي مقدمتهم اللواء فرج البحسني المحسوب نائباً لرئيس المجلس الانتقالي والمتواجد حالياً في المكلا .
*تسليم شبوة والمهرة*
اما محافظة شبوة والمهرة وابين فقد سلمها الانتقالي إلى انصار حزبي المؤتمر والإصلاح وهو ما ينذر باقتراب موعد تفكيك المجلس الانتقالي وانضمام قواته إلى وزارتي الدفاع والداخلية .